بمناسبة قرب حلول شهر رمضان الفضيل، وكل عام والامة الاسلامية بخير، فإن آلام الأسنان هي الطريقة الطبيعية التي تنذر بوجود مشكلة ما داخل الفم، على المريض حينها اللجوء الى الطبيب فورا للكشف عن السبب. وربما تتكون بعض الخراريج التي يسببها تسوس الأسنان أو التهابات ناتجة عن اللثة أو عظم الفك أو ربما الغدد اللعابية.
وقد يشكو الإنسان كذلك في بعض الحالات من آلام في أسنانه العلوية دون ان تكون الاسنان هي المسبب الرئيسي للآلام إنما قد تكون التهابات في الجيوب الفكية المجاورة.
وفي بعض الاحيان يتناول المريض أدوية بيتية لتخفيف الألم، وقد تنجح هذه الوسيلة في بعض الحالات بصورة مؤقتة، ويكون بذلك قد أهمل السبب الاصلي للألم، ورغم ان ذلك لا يشكل تهديدا لحياته، فإن أي تأخير في زيارة الطبيب يؤدى لوصول التسوس للعصب فيسبب آلاما مبرحة، علاوة على تآكل الضرس مما يستلزم علاجا للعصب، وتركيب تاج للسن وقد يلجأ الطبيب في النهاية الى خلع الضرس في بعض الحالات، وألم الأسنان قد يكون حادا بعد تناول المشروبات الساخنة أو الباردة، وهنا يستطيع المريض تحديد السن المصابة. وقد يكون الألم منتشرا في منطقة كاملة تحتوى على عدة أسنان دون ان يتمكن المريض من معرفة السن المسببة لذلك الألم. الطبيب وحده هو القادر حينئذ على تحديد السن المصابة بعد فحص المريض وإجراء الاشعات اللازمة.
ويجب علينا ألا نغفل دور اللثة في التسبب في الآم مبرحة ومحيرة للمريض من جراء التهابات شديدة تصيبها بالنزف أو التقيح وتؤدى الى تخلخل الأسنان، خاصة عند المرضى المصابين بداء السكري.
وقد أظهرت احدث الدراسات الطبية في الدول الغربية ان من أسباب التهاب الجلطات الدماغية هي أمراض اللثة.
كما ان ضروس العقل وآلامها قد تشكل رعبا بمجرد ذكر اسمها أمام المريض، فألمها عند البزوغ وخراريجها التي تسبب تقييدا لحركة الفم قد يلزمها إجراءات علاجية أكثر تعقيدا.
وفى كثير من الاحيان نكتشف قرحة أو اكثر داخل الفم تكون مؤلمة لدى ملامستها لأي نوع من الطعام، وقد تختفي مع الوقت، ولكنها في أحيان أخرى تبقى لمدة وهذه الأخيرة يجب ألا تهمل فقد تخفى تحتها مرضا اكثر جدية وخطورة مما يظهر وقد تصل درجة خطورة هذا المرض الى اكتشاف بعض سرطانات الفم من قرحة معقدة في الفم، وذلك بعد فحص المريض من قبل الطبيب بشكل كامل وربما يلجا الطبيب الى أخذ عينة من الاصابة وتحليلها لمعرفة نوع المرض.
أيضا تتشكل عند بعض المرضى كيسات فكية حول جذور الأسنان تسبب آلاما شديدة ومبهمة للمريض قد تستلزم استئصالها جراحيا.
ومن التقنيات الحديثة لتسكين الألم العلاج بالليزر فقد يستخدمه الطبيب بعد خلع الضرس او علاج الأعصاب أو في حالات التهاب عصب مثلث التوائم الذي يسبب آلاما شديدة في الوجه او عند التهاب المفصل الفكي الصدغي الذي يحدد حركة الفم، والزيارة الدورية لطبيب الاسنان ضرورية للكشف عن مسببات الالم وإجراء العلاج اللازم مما يوفر المال والوقت بالإضافة الى تخليص المريض من آلامه المبرحة وتسمح له بحياة طبيعية يمارس فيها عمله بشكل مريح ويتناول فيها كل ما يشتهيه من طعام وشراب بشكل صحي وسليم.