«كله ثقافة وعلوم وفنون وترويح وترفيه» هكذا يعرف التلفزيون قبل 50 عاما وعبر خمسة عقود من الأبيض والأسود، حتى الألوان الطبيعية وصولا إلى عصر الديجيتال والقمر الصناعي، أسهم التلفزيون الكويتي في تقديم رسالة إعلامية تنويرية لجميع مشاهديه على اختلاف أعمارهم وثقافتهم، واستطاعت الدراما الكويتية أن تلبي الذوق العربي من المحيط إلى الخليج، وتعزز من الدور الكويتي الرائد والقائد في المنطقة الخليجية عبر كفاءات ممثلة في رموز من الإذاعيين والمقدمين والنجوم.
كما ساهم التلفزيون في التثقيف والتنوير وحملات التوعية الاجتماعية والصحية الأنجح عبر تاريخه.
خمسون شمعة أضاءت الذكريات الحلوة في رأسي، هي عدد شموع عيد ميلاد التلفزيون الذي لم نحتفل به كما يجب.
لم يكن مولد التلفزيون الكويتي بالميلاد العادي، فهو من أهم أجهزة الإعلام والثقافة والترويح في عصر يهتم ببناء الإنسان المتحضر، وهو بالنسبة لي علامة من علامات مسيرتي الفنية، فقد كنت واحدا مما أسعدهم الحظ فصاحبوا أحداث ميلاده وساهموا بنصيب متواضع في كل ساعات إرساله في سنواته الأولى، فرأيت كيف يعمل الفريق ذو العدد المحدود بالجدية والاجتهاد دون ملل كان الواحد منهم يستمد راحته النفسية من التعب الذي يغسله العرق ويبعثه حيوية جديدة لتحقيق الهدف، لقد استطاعوا أن يحيلوا ساحة ترابية محدودة قرب قصر دسمان إلى خلية نشطة تبث الصورة والصوت وسط خرائب من «الجبرات» والأتربة ومبنى مساحته لا تزيد على 80 مترا مربعا سمي بالاستديو وهو أبعد ما يكون عن ذلك وليس كما هو الآن.
فريق محدود العدد لا يقارن بالفريق الحالي الذي يتجاوز عدده خمسة آلاف، والذي تتعالى أصواتهم اليوم لتحديد السلطة لكل منهم، فأحالت الموقع إلى سوق عكاظ أو أشد زحاما وأعلى ضجيجا لا شعرا.