قبل أيام ظهر ائتلاف المعارضة بمشروع وطني يراد منه نقل البلد من مرحلة الوصاية إلى مرحلة التحرر الديموقراطي باقتراحات دستورية تصل إلى ما يزيد على الثلاثين تعديلا على الدستور الحالي، وإيمانا منا بأن العمل مشروع لكل شخص فهو حق لهم ويشكرون على العمل متى ما كان يراد منه المصلحة العامة، ولكن استوقفني أمر مهم حيث انهم قبل فترة من طرح هذا المشروع على شكل مسودة وعندما كان يوجه له النقد كان يتحجج البعض بأنها مسودة وستعدل وهو ما استغرق منهم العمل عليه لمدة أشهر لكي يخرج لنا هذا العمل وهم أهل اختصاص واشترك فيه الكثير من التيارات السياسية التي كانت لها ذات الأفكار منذ سنوات فلم تكن وليدة اللحظة، فأنا هنا تراودني بعض الأسئلة بعيدا عن الخوض في تفاصيل هذا المشروع:
أولا: لم أستمع منهم إلى كيفية توصيل هذا العمل الضخم إلى عقول العامة.
ثانيا: كيف يطلب من الناس دعم مشروع دستوري بهذا الحجم بعد إعلانه رغم أن القائمين عليه احتاجوا لأشهر لإعداده؟
ثالثا: ترديد جملة إذا لم تكونوا معنا فأوقفوا عنا شركم هي دعوة صريحة بعدم انتقاد المشروع من أشخاص يفترض منهم قبول الرأي الآخر كما هو شعارهم دائما.
رابعا: عقد ندوات تثقيفية لتوعية الناس بضرورة تبني مشروع الائتلاف بدلاً من الدعوة إلى مسيرات حتى لا نجد في المسيرة شخصا يطالب بإسقاط القروض في حين الناس تطالب بحريتها كما هو الحال في التجربة السابقة.
خامسا: كنت أتمنى أن أجد الشجاعة في كثير من الأشخاص الذين اعترضوا على الدعوة للنزول للشارع وقالوها صراحة أمام العامة كما قالوها في الغرف المغلقة.
سادسا: المناداة لمسيرة غير سلمية عبر البارزين بالائتلاف أمر مرفوض كما أن الأيام السابقة أثبتت لنا أن الكثير من الذين يدعون غير السلمية هم أوائل الهاربون منها ناهيك أن رابعا بالسياسات العامة للمشروع أن التعبير سلمي.
سابعا: المجاملة لا تبني وطنا والاستعجال كذلك لا يبني وطنا، أنا لا أعلم كيف سيتم تقبل انتقادي ولكننا يجب ألا ننهى عن أمر ونأتي بمثله فإذا جاملنا بعضنا فلا يحق لنا أن نطلب من الطرف الآخر أن يكون صريحا مع من هم في جانبه، وأسأل الله أن يوفقنا على كلمة الحق.
ودمت سالما ياوطني
@muhannadalsayer
muhannad alsayer