قد أكون متشائما بعض الشيء أو متحسرا على ما أراه في بلدي من دور بعض المواطنين السلبي في تنمية وازدهار الوطن، فكثيرا ما نسمع الانتقادات والتبريرات لأعمال بعض المواطنين والتي تعود على الوطن بالسمعة السيئة وتشوه صفحته البيضاء التي سعى المخلصون فيه إلى تنقيتها من العيوب والشوائب، فتارة يتهم الوطن بالتخلف وتارة بالرجعية لدرجة أن البعض يخجل من أن يقال له كويتي، وهذا في حد ذاته إهانة عظيمة للوطن الغالي.
الظاهر أن هذه السلبية لا تنحصر في سلوك معين فالتقصير وعدم الالتزام بالسلوك الإيجابي موجودان في جميع جوانب الحياة، فديننا شامل كامل لكل القيم السامية والأخلاق الكريمة بل يحثنا على الالتزام بها وينهانا عن مخالفتها، وتقاليدنا منقوشة في قلوبنا رسمها الآباء والأمهات منذ القدم، وثقافتنا لا تخرج عن ديننا الحنيف وتقاليدنا المباركة، فقد عشنا على هذه المنظومة وتربينا عليها لكن للأسف حال بيننا وبينها في هذا العصر سدود كثيرة كحب الذات والعمل على إسعادها والحسد والتفاخر وعدم الاهتمام واللامبالاة، حتى نسينا الوطن وحقوقه فرسمنا صورة قاتمة تقشعر منها الأبدان كتب عليها الكويت.
رسالتي إلى أهلي وإخواني في الكويت: لا تقيم البلاد عن طريق اسمها أو موقعها، فسنغافورة كانت جزيرة صغيرة تابعة لماليزيا ليس بها موارد طبيعية انفصلت عن ماليزيا عام 1965 فأصبحت رابع أهم مركز مالي في العالم، وذلك يعود لهمة شعبها الذي أراد رفعة بلاده وازدهارها.
إن العمل على الارتقاء ورفعة البلاد يقوم أولا على مدى التزام المواطن بمبادئه وسلوكه، وهذا بحد ذاته قيمة عظيمة، كما يجب عليه أن يعلم أنه الأصل في نهضة وطنه، فكل تقصير منه أو خلق سيئ ينحت في جدار الوطن، فأنت أيها المواطن منسي بشخصك واسمك لكن أفعالك ستظل مرسومة على جبين الوطن.
كما تزدهر البلاد في المقام الثاني بتطبيق القوانين واللوائح والنظم، على أن ينطلق هذا التطبيق من المواطنين انفسهم مع جدية الحكومة بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب وعدم المحاباة والمحسوبية.
السؤال الذي يطرح نفسه في هذه القضية، هل نستطيع نحن المواطنين أن نجعل الكويت رمزا فريدا في القيم والأخلاق ينافس الغرب والشرق في هذا المجال؟
إن الكويت بلد خير، حباها الله عز وجل بزراعة الخير في كل أرجاء المعمورة، وأهل الكويت تميزوا بالصفات الحميدة والعمل الخيري الإنساني فها هو أميرها حفظه الله يؤصل معنى الإنسانية بكل معانيها حتى نال مسمى قائد الإنسانية على المستوى الدولي.
ما نريده من شبابنا عماد هذا الوطن أن يتذكر في أي موقع كان وأي بلاد وجد أنه كويتي يتعامل وفق ما يمليه عليه دينه وقيمه وتقاليده ليعطي صورة ناصعة البياض لبلده ودينه حتى يقال عنه «والنعم هذا كويتي».
[email protected]