المتأمل للقيم الإنسانية والنابعة من قيم الفطرة والنهج الرباني الذي أنزله خالق الكون على العالمين، يجد أن الكثير من الغرب يهتم بالقيم المادية ويحرص عليها... دون الاهتمام بالقيم الروحية والاجتماعية التي تنظم حياة الإنسان.
في أحداث احد الأفلام الأميركية والذي يعرض قصة سقوط طائرة في البحر ولم ينج منها إلا رجل واحد سبح لمسافة طويلة معتمدا على بعض ركام الطائرة حتى وصل إلى جزيرة غير مأهولة.... وخلال فترة طويلة يطلب فيها النجاة استخدم فيها عدة وسائل متاحة ولم يتوصل إلى شيء، فعاش في الجزيرة اربع سنوات يخاطب نفسه والطبيعة، مما جعله يصنع من كرة قدم وجدها مع حطام الطائرة رأس إنسان له عينان وشعر وفم وأخذ يخاطبه ويسامره ويتحدث معه كأنه صديق.. وهذا هو طبع الإنسان أنه اجتماعي بطبعه.
الشاهد من قصة هذا الفيلم أن الغرب في عصرنا لا يبنون علاقات اجتماعية إلا بمصلحة، وما أن تنتهي هذه المصلحة تذهب هذه العلاقة ادراج الرياح... والناظر إلى حال الغربيين هذه الأيام يجد أن صديقهم (أعزكم الله) كلب... فمن يجد نفسه وحيدا أو يتقاعد فليس لديه إلا هذا الصديق يسامره ويتحدث إليه ويعلمه كل شيء يخصه، وهذا ما يخالف الفطرة فنحن لله الحمد تربطنا إما علاقات رحم أو جيرة أو نسب أو صداقة أو زمالة وكل ذلك لله الحمد منبثق من الأخوة في الله التي أقرها القرآن الكريم وأكدتها السنة الشريفة.
جارتنا العجوز والتي تسكن بجوارنا في إحدى المدن الأوروبية رأيتها تتحدث مع شخص وهي تنزل من سيارتها حسبته زوجها أو ابنتها، لكنني فوجئت عندما رأيت كلبا صغيرا يجري وراءها وتتحدث إليه، فقلت الحمد لله الذي عافانا وربطنا برابطة الدين وقيمه السامية، فلا تجد أحدا حتى وإن كان في مصحة كبار السن إلا وعنده من يعيش معه ويشعر برفقته بأنه إنسان إلى أن يتغمده الله برحمته.
لقد أصبح الإنسان في قاموس الغرب إذا انتهت المصلحة منه كالعفش القديم الذي يركن في إحدى زوايا المنزل وينساه الآخرون... فلا ابن يسأل ولا بنت تحن ولا قريب يزور ولا جـــار يعطف، إنمـــا هـو مخلوق يعيش وحيدا ينتظر قدر الله فيه.
[email protected]