قبل بضع سنوات أجريت دراسة عن أداء مناسك العمرة... والمفاجأة أن الكويت هي أولى الدول (نسبيا وليس عدديا) في زيارة الديار المقدسة وأداء مناسك العمرة تليها جمهورية مصر العربية ثم تركيا، وهذا إن دل فإنما يدل على حرص أهل الكويت على فعل الخير، فقد ثبت أن فعل الخير من سمات الشعب الكويتي توارثوه أبا عن جد.
في رمضان أجر العمرة كأجر حجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم.. وهذه من نفحات الشهر الفضيل فقد قال صلى الله عليه وسلم «عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي» رواه البخاري ومسلم، لذا حرص كثير من الناس على اغتنام الفرصة وكسب الأجر وتسابق أهل الخير في بلد الخير لعمل الخير في شهر الخير، فكانت النتيجة هذه الصورة المشرقة والسمعة الطيبة بإحياء السنن واتباع الهدي النبوي الشريف.
الأعمال الصالحة والمقبولة هي ما تقرن بنية خالصة لله عز وجل وتوافق الشرع، فأمر النية عظيم كما قال الإمام مالك رحمه الله... لكن هناك بعض الناس من ينسى أو يتناسى النية بل يأخذه المطاف بأن يتوسع في إعلام الناس بأنه ذاهب للعمرة أو انه راجع من الديار المقدسة... بل يصل الأمر الى الإعلان بالصحف وغيرها.
التقيت بأحد الأشخاص أول رمضان فكان سؤاله المباشر هو.. متى رايح للعمرة؟ أنا رايح الأسبوع القادم... هذا الأسلوب يثير شبهة الرياء التي تحصد الأجر وتمحي الحسنات، بل قد تؤدي الى الشرك الأصغر والعياذ بالله.
أتمنى ألا تكون هذه ظاهرة وتقتصر على جهل فاعلها، فيعي ذلك ويستغفر الله ويجدد النية، سائلا الله أن يتقبل أعماله.
[email protected]