فعلا أن التدخين يؤدي الى أمراض عصيبة ومميتة، بدءا من السرطان وتليف الكبد وتفحم الرئة الى بعض الأمراض الدورية كالسعال والالتهابات وتلف الأسنان وغيرها عافانا الله منها.
تذكر بعض مصادر التاريخ أن أول من سن قانون حظر التدخين هو المجلس الكنسي المكسيكي عام 1575م، وذلك استخداما واستيرادا في جميع الكنائس التابعة له، ثم جاء بعد ذلك السلطان العثماني مراد الرابع فحرمه في امبرطوريته عام 1633م، وتوالت بعد ذلك سن قوانين حظر التدخين عبر أرجاء المجتمع الأوروبي المدني. حيث تم سن تلك القوانين في كل من ببافاريا، كورساشين، وبعض أجزاء النمسا في أواخر القرن السابع عشر. كما تم حظر التدخين في برلين عام 1723، في كونيكسبرغ.
كما يعتبر أول حظر حديث للتدخين على صعيد وطني وذلك الذي فرضه الحزب النازي في كل جامعة ألمانية، مكتب بريد، مستشفى عسكري، ومكتب للحزب النازي، وذلك تحت كنف معهد أستيل لأبحاث مخاطر التدخين، والذي أنشئ في عام 1941 بأوامر من أدولف هتلر. وقد نشر النازيون حملات مناهضة لمكافحة التدخين على نطاق واسع حتى انهيار النظام في عام 1945م، وفي عام 1975، سنت ولاية مينيسوتا الأميركية قانون مينيسوتا للهواء النقي في الأماكن المغلقة، مما يجعلها أول ولاية تمنع التدخين في غالبية الأماكن العامة.
بعد استدراك هذه المواجهة الدولية ضد هذا الدمار العظيم قامت حتى الدول الفقيرة والنامية بالسير على هذه الخطى حفاظا على مواطنيها وصفاء أجوائها، إلا أننا وإن كان لدينا الإمكانيات المادية والبشرية والفنية لم نتدارك الوقوف أمام هذا المارد الجبار والعدو الخفي... نسن القوانين ولا نطبقها والمشكلة أن بعض القدوة من رجال الدولة والأمن والمثقفين يضربون بهذه القوانين عرض الحائط، فمن المؤلم أن ترى ضابطا يدخن في مكان عام ومغلق ومن المحزن أن نرى أحد الغيورين من رجال الأمن ممن يطبق المنع يسأل وينهر... إننا الآن أمام انطلاقة جديدة في حظر التدخين وبصورة جديدة... نأمل ألا تعود حليمة لعادتها القديمة.
[email protected]