شيء طيب أن نرى ونسمع عن تراثنا العظيم في كل مناسبة وعلى مر الأيام، وهذا عمل جميل ويحقق أمورا كثيرة وجيدة منها تلاحم أهل الكويت وتعاونهم يدا بيد وقلبا بقلب وجسدا واحدا من خلال تراث أجدادهم وتاريخ بلدهم العريق، كما أن نشر التراث يؤصل في قلوب الأجيال حب الوطن والمحافظة عليه، فكثيرا ما نُسأل من أبنائنا عن عادة أو صنعة أو اسم قديم استخدم في الماضي وهم حريصون على معرفته، وكم نفرح عندما نعرض شيئا من هذا التراث من خلال المعارض واللقاءات الداخلية والخارجية ليعرف الآخرون أن لنا تاريخا عظيما... فالأمم تفتخر بتراثها لأنه شهادة واقعية تثبت وجودها وتاريخها، خاصة إذا كان التراث له أثر في تقدمها وازدهارها.
لكن ما أراه في واقعنا الحاضر وخاصة في بعص المؤسسات والمشاريع التي تختص بنشر التراث أن هناك تراثا منسيا ونادرا ما نراه يعرض في المجالات التراثية، والخوف أن يأتي يوم فينسى ولا تجد له مكانة مرموقة في تاريخ بلادنا، علما أن هذا التراث قد حقق أهدافا عظيمة وأكد على حقوق كبيرة للبلد وكان من أكبر مجالات العيش وطلب الرزق عند أهل الكويت منذ أن نشأت، فكان من أصول التراث الكويتي حتى قبل أن تكون الكويت... لقد خلت المعارض والاحتفالات من هذا التراث فلا نسمع عنه إلا القليل ممن عاصروه أو كبار السن من أبنائه.
هذا التراث المنسي هو الحظرة (لصيد السمك) فقد كانت مصدرا رئيسيا للرزق في قديم الكويت وكانت عنوان أهم مهنة امتهنها أهل الكويت حتى قبل الغوص على اللؤلؤ، كما أن لها دورا سياسيا في تحديد حدود الكويت البحرية فكانت شهادة اعترفت بها الأمم المتحدة أمام الصراع القائم على الحدود... فهل من العدالة أن نتناساها ونغفل عن ذكرها؟
لقد حان الوقت أن نركز على هذا التراث العظيم وأن نقدم كل الشكر والتقدير لأهله الذين ساهموا في الاهتمام به والذي حفظ الله الكويت به.
[email protected]