ما حدث في تركيا بالأمس القريب ليس انقلابا أو تغيير نظام.. إنما هو تجديد بيعة للرئيس أو بمصطلح ديموقراطي «انتخابات جديدة» فاز بها أردوغان وحكومته من جديد.
عندما قامت شرذمة من ضباط الجيش وبتوجيه من أعداء تركيا بما يسمى انقلابا، كان بمقدور الحكومة التركية أن تضرب بيد من حديد، وتستخدم كل أنواع الضرب والهجمات العسكرية والقتل دون شفقة.. والمداهمات وإسالة الدماء دون رحمة وذلك في سبيل المحافظة على النظام، كما هو معتاد في الكثير من الدول ذات النهج الانقلابي.. لكن الحكمة واستخدام العقل ومراعاة حق الله في الشعوب جعلت من تصرف القيادة التركية مثلا يحتذى به حتى خرجت من هذه الأزمة بالقليل من الخسائر البشرية والمادية، فالقتلة والجرحى لم يتجاوزوا اصابع اليدين، والأضرار المادية لا تذكر وعملية السيطرة على الأحداث لم تتعد سويعات محدودة.
لقد استعان اردوغان بعد الله عز وجل بقاعدته العظيمة وهي الشعب وذلك من خلال ما قدم لهم خلال فترة توليه السلطة.. بل كسب معارضيه من أحزاب وشخصيات سياسية واقتصادية، حتى ان الكثير من الدول تعاطفت معه لتميزه في ادارة البلاد، فالكل وقف معه وقفة رجل واحد ضد من أراد أن يهدم البلاد والعباد.
كان حري بأردوغان أن يختبئ أو يهرب للخارج لكنه وبنظرته البعيدة وتجرده فضل أن ينادي شعبه الذي اختاره ودعمه ليقفوا معه أمام هؤلاء المتمردين فطلب منهم الخروج للساحات للمطالبة بالحفاظ على الديموقراطية التي صنعوها بجهدهم وتعاونهم.. فهو يرى أن إنقاذ البلاد بعد عناية الله ستكون في وقفة الشعب.
انها حكمة القائد الذي همه ما هم الشعب.. لم يثنه الجاه والسلطان والأموال عن الحرص على بلده وشعبه.. كما لم يفكر في بقاء حزبه أو جماعته في الحكم.. بل كانوا مبادرين بالوقوف في وجه الغزاة حتى جاء النصر والنجاح.
[email protected]