عقد هذه الأيام في الدوحة مؤتمر حوار الأديان وشاركت فيه مجموعة متخصصة من أتباع الديانات الإبراهيمية (السماوية)، حيث طرح في المؤتمر الذي كان عنوانه موقف الأديان من حقوق الإنسان، عدة مواضيع تعبر عن معتقدات اتباعها وعرض المشترك بينها وسبل التعاون من خلال قيمها وأخلاقها.
ركز المؤتمر في إحدى جلساته على مفهوم النظرية والتطبيق ويعني ذلك أصول هذه الأديان وقيمها ومدى تطبيق أتباعه لها والتزامهم بها.
لعل هناك سؤالا يطرح نفسه: ما العوائق التي تحول بين الأصول والمبادئ وتطبيقها؟
المتابع لواقع اتباع هذه الأديان يرى أن التزامهم بها التزاما شكليا وهذا ينطبق عليها كلها دون استثناء، فالكتب السماوية تدعو إلى توحيد الله والعبادة الخالصة له والخلق والآداب، لكن الكثير لا يلتزم، فهناك متطرفون وقتلة ودجالون ومخادعيو وغيرهم والأديان ترفض ذلك وتتبرأ منه.
ممكن أن تكون من أسباب عدم التوافق بين النظرية والتطبيق على مستوى الأديان ما يلي:
٭ عدم الفهم أو العلم الصحيح للمعتقد وأصوله وقيمه والاجتهاد بما تهوى الأنفس.
٭ التعصب والمذهبية والدفاع عنهما ولو كان ذلك باطلا في الشرع.
٭ سوء الخلق كالحسد والكراهية والعداوة والبغضاء وتطبيقه على الغير حتى لو كان أخا شقيقا.
٭ عدم احترام الإنسان وهو أكرم خلق الله وخليفته في الأرض، والذي كرمه رب العاملين في كتبه التي انزلها على رسله. بهذه الأسباب وغيرها تتأثر شخصية الإنسان فيخرج من إنسانيته إلى وضع حيواني ممكن أن يكون إرهابيا أو متطرفا يصعب علاجه.
[email protected]