موسى المطيري
من منا لا يتذكر هذه اللعبة الطفولية التي يقـــوم بلعبـــها الأطفال دائما، حيث يقـــف أحـــدهـــم مغمضا عينـــيه علــى الـــجدار ويبدأ بترديد هـــذه الجملة «حركة.. حركة ستوب» حيث يقف خلفه مجموعة من أقرانه يتحركــون ويقفــزون وما ان يسمعون كلمة «ستوب» حتى يتوقفوا عن الحركة فإن لمح الطفل منهم تحركا قام بإخراجه خارج اللعبة وهكذا.
ولا يبعد واقع مجلس الأمة والحكومة كثيرا عن أداء هذه اللعبة، حيث تتحرك حكومتنا الغراء بكل حرية متى ما أدار وأغمض النواب أعينهم، وفجأة تقفز على السطح حال تأزيم وتشنج في العلاقة بين السلطتين، وكأن أحد الأعضاء يقول «ستوب» فإن زاد التأزيم يلجأ هذا النائب المغمض الى الاستجواب، فلا تكاد العلاقة تهدأ بين السلطتين حتى تتأجج مرة أخرى، وها هي بوادر التأزيم تعود من جديد بعد طي مناقشة استجواب وزيرة التربية حيث لوّح غير نائب بمساءلة أكثر من وزير وكأنه لا يوجد غير التهديد والوعيد حلا للمشاكل.
وحقيـــقة الأمـــر ان عـــددا كبيــرا مــــن القضايا يحتــــاج الــى التقاء وجلسة هـــــدوء ومنـــاقشة فعلية فــــي وجهات النظر فقــط لبحث سبل تقريب نقاط الالتقاء وإبعاد الاختلاف فيها، وهو أمر حري بأعضاء السلطتين اتباعه كونهم هرم السياسيين وعقلاء البلد الــذين يتحمـــلون من جهة تبعات تأخر التنمية في البلاد. ومن جهة اخـــرى، تقع أمانة المواطنين عليهم فلا أقل من جلسة ود وتقارب تكشف أوجه الاختلاف بروح يدفعها حب الوطن ومصلحته.
وعودة على هذه اللعبة التي شاهدت أطفالي قبل أيام يقومون بلعبها حيث ابتسمت كثيرا وتساءلت: هل يعي أطفالي أنهم يمارسون السياسة داخل منزلي، وأنهم بذلك يتقنون فن الكتل البرلمانية ومرونة الحكومة الرشيدة؟!