Note: English translation is not 100% accurate
رحمك الله يا «أبوبدر»
الأحد
2006/10/29
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : موسى أبو طفره
موسى المطيري
وحده الموت ما يهز أجسادنا، وحده الموت ما يوقظ القلوب من الغفلة، وحده اذا جاء نسرع للبكاء منه.
هو الحق، وآخر المشوار في هذه الحياة، وهو حكم القدر الذي ليس عنه محيد، انه آخر كل الدروب، وجسر لابد ان نسير عليه.
فقد شاءت إرادة الله ان يغيّب الموت، قبل أيام، عمي «ناصر أبوطفرة المطيري» وهو أحد أحباب الله، وحمامة من حمائم المسجد.
كان رجلا لا ينطق الا بذكر الله تعالى، وقد اختار الله سبحانه ان تكون منيته في ليلة الخامس والعشرين من رمضان، حيث لاقى وجه ربه صائما ذاكرا الله.
وقبل ساعات من رحيله كنت جالسا معه، وكعادته التي اعرفها منذ صغري، كان لسانه لا ينطق الا بذكر الله تعالى، وكان كعادته يوجه النصيحة تلو النصيحة عن فضل الصلاة في الجماعة، وعن فضل ختم القرآن في رمضان المبارك، حيث علمت انه أنهى ختم القرآن ويستعد لختمه مرة أخرى في ما تبقى من الشهر، قبل ان يعاجله الموت.
كان عبدا صالحا، أبا حنونا، لم يتخلف عن الصلاة في الصف الأول من المسجد، يحث الجميع على الطاعة وأعمال الخير، وكان ـ رحمه الله ـ قبل وفاته يستعد لصلاة الفجر، حيث كان يصلي ركعتين في المنزل، ويدعو قبل خروجه للصلاة، حيث ألم به مرض في صدره اشتد عليه، فدعا احد أبنائه ليذهب به الى المستشفى حيث فاضت روحه الى بارئها، بينما لسانه لم يكف عن ذكر الله تعالى.
رحمك الله يا «عمي» رحمة واسعة، فقد تمنيت هذا اللقاء وأنت تلهج بذكر الله، رحمك الله وأنزلك منزل النبيين والصديقين والصالحين.
فاللهم اغفر له ونقّه من الخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد، اللهم وسع له في الجنة وأنزله منازل الأبرار.
رحمك الله يا «أبوبدر» فقد كان فقدك يتما آخر لي ـ بعد وفاة أبي ـ شعرت به وذقت مرارته عند رحيلك، ولا يهون علينا هذا الفقد الا انك، ان شاء الله، من الصالحين.
وقيل قديما «من خلف ما مات» فالعوض بأبنائك الذين يسيرون على درب هداك ونهجك فهم العوض والخلف.
تلقيت العديد من التهاني بمناسبة قدوم عيد الفطر السعيد أعاده الله علينا وعليكم بالصحة والعافية، ولأن القلب كان محزونا برحيل عمي لم يسعني الرد على الإخوة الأعزاء بالتهنئة.
فللجميع أقول كل عام وأنتم بخير، وعيد سعيد علينا وعليكم وتقبل الله طاعتنا وطاعتكم.
اقرأ أيضاً