منذ أزمان ونحن نسمع بوجود قطار للتنمية سينطلق في الكويت، وذلك لانتشال الجهات الحكومية والمرافق من الفوضى التي تعج بها، وأن هذا الانطلاق سيؤسس لدولة متقدمة قوامها العمل التقني والاجتهاد للوصول إلى مصاف الدول الواثبة نحو تحقيق القسط الكافي من الرضا الوظيفي وتقديم الخدمات الحكومية وفق منظور تحقيق التكامل الأمثل، وطوال هذه المدة تعلق المواطنون بهذا «القطار» الحلم الذي عادة ما يردد المسؤولون في بلادي قدرة الحكومة على إطلاق التنمية والعمل على جعلها الهدف الأسمى وفق إمكانات الدولة الجبارة المادية والفكرية والتي تزخر بها بفضل الله.
ولكن الغريب، رغم أن الكل أعلن عن وجود هذا الحلم، أنه لا أحد أعلن متى سيتم إطلاق هذا القطار أو ما سيحويه أو متى ستتم انعكاسات مشواره، حيث لايزال المواطن يعيش هذا الحلم السعيد غارقا في أمانيه وراغبا في إنجازاته.
ففي كل زوايا الوزارات يوجد حجر يمنع تقدم هذا القطار الحلم وفي كل مكتب لمسؤول يوجد عقل متحجر إلا ما ندر، فالكويت تتمتع بصفات كثيرة غير موجودة في أغلب البلدان، والمشكلة ليست في قدرات هذا البلد أو فيما يحوي من ثروات فكرية أو مادية، بل العلة وكل العلل تكمن في عدم وجود تخطيط يتم تأسيس خطة العمل وفقا له، والأشد حزنا أن الكويت ليست بها أساسا وزارة للتخطيط تعنى بوضع الرؤى والخطط حتى ينطلق بها قطار التنمية.
وحقيقة الأمر أن الملوم الوحيد إزاء هذا التوقف هو رئيس الوزراء الذي، وحتى كتابة هذه المقالة، لم يسكن شواغر حكومته التي ينقصها وزراء أساسا، ففي ظل هذه القيادة الحكومية سيطول وقوف قطار التنمية حتى إشعار آخر، وعليه سيستمر المواطن في أحلامه السعيدة إلى ما لا نوم!
[email protected]