لا شك ان الدولة تولي اهتماما ورعاية لفئة الشباب لمعرفة الحكومة بأهمية هذه الفئة والتي تشكل عمود تقدم ونضج البلد، فهم طاقات حقيقية لمواصلة البناء والرقي اذا ما تم استغلالها الاستغلال الجيد، ولتعلم الحكومة ان أولى خطوات رعاية الشباب والاهتمام بهم تبدأ من مقاعد الدراسة في المراحل الأولى، حيث في هذه المحطة يكون التوجيه والتغذية المعرفية وتكوين شخصياتهم حتى يتم تأسيس جيل واعٍ قادر على العمل والتكيف ومن ثم العطاء ورد الجميل.
وبعيدا عن مؤتمرات «الشو» التي تقام والانتقائية في اختيار المواضيع والشخوص لتحليل وتقييم التجارب، فإن الميدان برأيي أهم فلو قامت وزارة الشباب وهي المعنية بهذا الأمر بالاقتراب أكثر من الشباب بمختلف فئاتهم ومع تنوع بيئاتهم، واستمعت جيدا لهم لوجدت ان مشاكلهم تنحصر في تأمين الحياة بدءا من توفير مقاعد دراسية في الجامعة وطموحهم في أعمال مسيرتهم التعليمية ورغبتهم في ايجاد وظائف تكون وفق تخصصاتهم التي تأهلوا دراسيا لها وصولا الى التمتع بالخدمات الحكومية كالمسكن والإعانة على بناء أسرة.
وحقيقة الأمر ان أغلب الطاقات الشبابية تمتلك طموحا وترغب في تحقيق احلام تراودها خلال فترات الدراسة، الا ان ذلك يتكسر أمام جمود الجهات المسؤولة فليس طموح الشباب فتح محل لبيع الفطائر ولا محل لغسل السيارات ولا الدولة تنتظر من هؤلاء الشباب مشاريع تحاك على طاولات الكافيهات، بل المأمول من الشباب هو حمل أمانة العمل والمساهمة في بناء الدولة عبر استغلال طاقاتهم وابداعاتهم ونتاج عقولهم، وهذا ما يذكرني بما حدث لأغلب زملائي الذين رافقتهم بالجامعة، حيث كانوا متقدين بالعلم والطموح والإصرار وكانت رغباتهم ان يحققوا أحلاما لو وجدت المعين لكانت أحلاما عظيمة لكنهم فوجئوا بصلابة الواقع مما جعلهم ينزوون خلف الظل.
فالميدان يا سادة والاستماع الى الشباب ومعرفة تفكيرهم ورغباتهم هو أساس الانطلاق، فالكويت تعتبر من البلدان التي يشكل الشباب فيها جزءا كبيرا، فهم يحملون طاقات ويحلمون بالانصاف فلا أقل من ان يتم احتضانهم ليس لتحقيق أحلامهم الشخصية فقط، بل ليكونوا لبنة لبناء كويت الغد.
[email protected]