ساقتني إجراءات إحدى المعاملات لدائرة حكومية قبل أيام، حيث ذهبت ممتطيا ورقة سبق ان وقعها مسؤول كأجراء روتيني لمتابعة إجراءات المعاملة، حيث تابعت وفق تسلسل المناصب التواقيع حتى وصلت إلى مسؤولة حيث ما إن قدمت ورقتي لتوقيعها حتى عاجلتني بسيل من الأسئلة فدار حوار معها:
المسؤولة: من له الأوراق؟
أنا: لي.
المسؤولة: ليش تاريخها قديم؟
أنا: مو قديم، أنا موقعها من المسؤول قبل 4 أيام وتأخرت لأنني مرتبط بعمل.
المسؤولة: وين ملف المعاملة؟
أنا: عند الموظف الذي أعطاني الورقة.
المسؤولة بعد زيادة النظر بالمعاملة: اخوي ما تمشي معاملتك.
أنا: لو سمحتِ الإجراءات كاملة وما في شي يمنع إنهاءها.
المسؤولة: آسفة ما أقدر أمشيها هذي قوانين وحنا كمسؤولين نلتزم بتطبيق القانون ولا نرضى بالخروج عن اللوائح والنظم.
أنا: شكرا.
وبعد خروجي من مكتبها أجريت اتصالا بشخص عزيز وأبلغته بأن لدي معاملة بالوزارة الفلانية وعند المسؤولة الفلانية، فكان رده: يا غالي والطلب رخيص دقايق بس واتصل فيك.. وفعلا لم تمر دقائق معدودة حتى اتصل بي طويل العمر وقال لي: روح لفلان قل له من طرفي وما ان وصلت لفلان حتى رحب وهلا وأخذ ورقتي وأعطاها لمراسله الآسيوي وقاله: روح لفلانة وقولها خل تخلص هالمعاملة بسرعة لأن المعاملة تتبع المدير الفلاني.. وبالفعل أخذ الآسيوي ورقتي وذهب بها لفلانة وهي المسؤولة التي استجوبتني، وما هي إلا دقائق حتى عادت ورقتي وقد تم توقيعها بالموافقة!
شكرت مضيفي الذي أنهى إجراءات ورقتي ولم أنس شكر الآسيوي ايضا الذي سعى فيها، واتصلت بطويل العمر أشكره على إنهاء إجراءات ورقتي ومعاملتي، وعند خروجي مررت بالمسؤولة وإذا بها توجه اسئلة لشخص كان يقف أمهامها وتعطيه نصائح بأهمية احترام القانون والالتزام به وعدم الخروج عن اللوائح والنظم.. فابتسمت وتذكرت العامل الآسيوي عندما دخل علي مبتسما وبيده معاملتي!
[email protected]