غريب جدا أن يحتاج بنو البلد الواحد إلى قانون ينظم وحدتهم صفا واحدا خلفه، وغريب جدا أن يحتاج أبناؤه إلى أطر محددة للتعامل مع هذه الوحدة وموانع للتجول في حضرتها، والأغرب أن تتواصل الدعاوى من هنا وهناك تنادي بضرورة سن قانون لحماية هذه الوحدة ومحاذير تضع عقابا يجازي كل من يتعدى عليه.
فكيف بالله يا سادة يا كرام يكون رص الصفوف بقانون ولأي بلد؟ لبلد مثل الكويت والذي يحمل أبناؤه حبه وهم في بطون أمهاتهم لأنهم يرضعون هذا الحب جيلا بعد جيل، كيف يتم فرض قانون للوحدة لبلد مثل الكويت وهو من وهب الأمن والأمان والحرية لشعبه، وأعطى ولا يزال يعطي بلا حدود؟ كيف يا سادة يتم تنظيم وحدتنا بقانون ونحن الذين وهبنا أرواحنا وأجسادنا كبارا وصغارا فداء تراب أرض الكويت؟
أليس عجيبا هذا الطلب؟ أليس غريبا أن تنظموا حب الأوطان؟ وما تهدفون من قانونكم المزعوم لم يكن ليتحقق ان لم يكن نابعا من القلوب. فالقلوب هي التي تنظم الحب وليست أوراق بقانون، ولماذا تهينون بلدا مثل هذا البلد بأن تحددوا قانونا ينظم وحدته ويحدد أطر التعامل مع ولائه وحبه وفدائه ففي أي الأزمان نعيش حتى نضع آلية توجهنا لحب الأوطان، أليس ذلك مما يثير الدهشة والاستغراب؟
عذرا يا وطن، فإنهم لا يعلمون كم من الحب يحمل أبناؤك في قلوبهم لك، عذرا يا وطن فهم يجهلون أنك تحيا فينا، عذرا يا وطن على ما يدعون ويطالبون وامسحها بوجه الزمن الأغبر الذي سمح لهمس الغافلين بأن يصبح ضجة وصوتا في العلن.
عذرا يا كويت فلا يوجد قانون يتسع لحب أبنائك ووحدتهم وولائهم لك.
[email protected]