Note: English translation is not 100% accurate
نحن المسؤولون
الأحد
2006/9/10
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : موسى تركي
لم يعد باقياً سوى ايام قليلة لتفتح المدارس ابوابها للطلبة بعد عطلة الصيف الطويلة، لتبدأ من السبت المقبل جموع التلاميذ في بث الحياة المدرسية في الفصول، قاطعين الرحلة اليومية من البيت الى المدرسة والعودة، فيصير هناك ما يسمى بفترتي الذروة المرورية صباحاً وبعد الظهر، وهو الامر الذي تضعه الكثير من اجهزة البلد نصب اعينها، لتحقيق الامن المروري، والاسهام في ارساء سيولة السير في الطرق الرئيسية وغيرها، وهو عبء تتحمل الاجهزة المختصة بالمرور وامن الطرق النصيب الاكبر منه.
وفي مثل هذه الفترة من كل عام، تأخذ جهات كثيرة في الدولة على عاتقها مهمة البحث والدراسة للسبل الكفيلة بالتخفيف على الناس في رحلة الذهاب الصباحية للدوام، وكذلك رحلة العودة الى البيت بعد الظهر، ويزيد من صعوبة الرحلتين ان كثيراً من الآباء يصطحبون ابناءهم الى المدارس قبل ان يتوجهوا الى دواماتهم، وهو ما يجعل من الشوارع والطرقات سبباً مباشراً لاهدار الوقت، واستنفار الاعصاب، مما يزيد من احتمال وقوع حوادث السير، التي يسفر عنها الاختناق المروري في الشوارع، لتصبح الحوادث بدورها سبباً اضافياً لزيادة الاختناق واعاقة المرور، مما يدخل الناس في تلك الدائرة المغلقة التي يحار المرء في الامساك بأي من طرفيها، بعد ان يختلط السبب بالنتيجة.
ولاننا نعتمد في معظم حياتنا على الحكومة منتظرين منها ـ على الدوام ـ ان توجد الحلول الناجعة لكل مشكلاتنا اليومية، بينما نختار لانفسنا الاستراحة في مقاعد المتفرجين، تظل كثير من المشكلات ومنها المشكلات المرورية، تراوح مكانها لا لشيء الا لان الفاعل الحقيقي المعني بها، وهو جمهور المارة ومستخدمي الطريق يتخلون عن دورهم الاساسي في المساعدة المباشرة على حل هذه المشكلة، والغريب انني كلما تأملت الاختناق المروري في شوارعنا اوقات الذروة تعجبت من انشغالنا جميعا بالسعي الى ايجاد حلول بعيدة ومكلفة، وربما تكون صعبة متناسين اننا نسهم بسلوكياتنا الخاطئة التي نصر عليها احيانا في تفاقم ازمة المرور، ثم نسارع بمطالبة الحكومة والاجهزة المعنية بالبحث عن حلول.
ولاشك ان اياً منا لو تأمل الطريق المكتظ قبل الثامنة صباحاً، فسيدرك على الفور ان اصرارنا ـ جميعنا او معظمنا ـ على الخروج من منزله قبل موعد الدوام بدقائق معدودة هو سبب رئيسي ومباشر (طبعا الى جانب اسباب اخرى) في تعطيل حركة السير والحيلولة دون وصول الجميع الى اعمالهم في الموعد المحدد، فماذا لو جرب كل منا الخروج للعمل مبكراً عن موعده بعشرين دقيقة فقط، حتى يبعد التوتر عن جهازه العصبي خشية التأخر عن موعده، وكذلك يكون هذا السلوك اسهاماً لا يكلف كثيرا في حل مشكلة مستعصية توقع خسائر كبيرة في الانتاج الذي يهدر وقته في الانتظار على الطريق، والاهم من هذا ما نشهده كل يوم من الحوادث القاتلة التي اطلق عليها كثيرون بحق «حرب الشوارع» والتي تذهب ضحيتها دماء غالية من ابنائنا.
فلنجرب هذا الحل البسيط، واذا كان البعض يستكثرون التنازل عن 20 دقيقة، فليحتسبوها «ضريبة» تصب في خانة امن شوارعنا، الذي هو امننا جميعاً.
اقرأ أيضاً