مشاري العدواني
اشتـريت يخـتا 46 قدمـا يحتـوي على غرفـتي نوم الأولى للمالك (العـبدالغني) والثانية للضيوف، وكلتاهما تحتوي على حمام خـاص، وتـلفـــزيونات بـــلازما 14 بوصـة، وديكورات خـلابة، ويحتـوي اليـخت أيضا على صـالة وغرفـة طعـام ومطبخ، وقـارب نجـاة، المهم أنني قـررت يوم الأحــد الماضي الإبحـار من مــراسي الكوت في الفحيـحيل، إلى دولة الإمارات، وتحـديـدا إلى نادي اليـخــوت في دبي، وطبعا، ولأنني كمـا النوخذة «بن عيدان» في مسلسل «الأقدار» فإنني ما أدش البحر إلا في وقت الـضـربـات (الســريات) أي العـواصف الشـديدة، أو كـمـا يسـميـهـا إخواننا في مـصر الخماسينيـة، المهم بعد دخـولي إلى المياه الإقليمية السعـودية، قـررت أن اترك القـيادة لجـهـاز القـبطان الآلي، وادخل مطبخ يختي، لإعـداد طبخة موش (عـيش وصجم)، لأنها أكلة البـحر المفــضلة لدي، وبعــد ذلك جلـست على سطح اليخت أتناول وجبـة العشاء، على ضوء القمـر ونسمات العليل المهفـهفة من مياه الخليج العربي الهادر، وبعد العشاء بلشت بقـراءة كتـاب «كـيف تتعلم اللغـة الصـينيـة في سـبـعـة أيام»، وأثناء ذلك باغـتني النـوم، وكـمـا تعـرفـونه فـإنه سلطان، فجـأة صحوت على صوت جـهاز الإنذار البـــحــري المرتبط بـالأقــمــار الصناعيـة، الذي يشير إلى قدوم عـاصفة هوجـاء.
لحظة، هذا ليس صـوت جـهـاز الإنذار، بل صـوت شـخـص يقـول: ممكن تتفضل في ناس بدهم يشـوفون اليخت ـ يخرب بيت أحلام اليقظة.
قمت بزيارة معـرض القوارب واليخوت المقام في مجمع الكوت في منطقة الفحيحيل (فـينيسـا الكويت)، وبصـراحة لم أشـاهد معرضـا في حياتي بهذا التـرتيب والروعة في العـرض، لقـد جـعلوني أعيش حلمـا جـميـلا، وهو أن امتلك يخـتا ولو لدقـائق، شكرا لشركة التمـدين العقارية، التي تدير مجمع الكوت والمنشر، وكذلك شكرا لشركة knotika الإماراتية، على إقـامة مـثل هذه المعارض الجمـيلة، التي تضاهي المعارض العالمية، بل لا أبالغ عندما أقول، انه كان من أفضلها، لأن المكان الذي أقيم عليه المعرض هو بحد ذاته بقعة من الخـيال، فتخيلوا أن جميع القـوارب واليخوت كانت مـوضوعة على الماء في المراسي، وفي حـوض نافورة الكوت.
نتمنى أن يكون هذا المعرض سنويا وفي المكان نفـسـه، لأن الفـحـيـحـيل هي فينيسا الكويت.