Note: English translation is not 100% accurate
«عبينا العبط في كراس وبعناه للناس»!
السبت
2007/2/10
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : مشاري العدواني
مشاري العدواني
في معرض القاهرة الدولي للكتاب تفوق كتاب «صدام لم يعدم»، لمؤلفه المصري أنيس الدغيدي، على جميع الكتب العالمية والعربية، ومنها رواية «أولاد حارتنا» للراحل نجيب محفوظ.
وتصدر هذا الكتاب الواقع في 360 صفحة قائمة المبيعات، وتلهف رواد المعرض لاقتناء نسخة من ذلك الكتاب، الذي يدعي فيه الكاتب ان صدام حي يرزق ولم يعدم، وكذلك الحال مع ولديه قصي وعدي.
وطبعا التبريرات التي ساقها الكاتب لنا لا تعد ولا تحصى، مدعما ذلك بصور عديدة لصدام، فنجد صورة قبل القبض عليه بشامة، وأخرى بعد القبض عليه من دون شامة، وكذلك نجد هناك صورة للأذن يختلف مقاسها قبل وبعد، وهلم جرا.
للوهلة الأولى، أي انسان عربي بسيط ستصدق عيناه ما شاهده من اختلافات واضحة في الصور في ذلك الكتاب، وفجأة سيتحول مؤلف الكتاب في نظره الى بطل من أبطال العرب في الذكاء والدهاء، ولأننا دائما كعرب نؤيد ونفضل نظرية «المؤامرة» المحببة إلى قلوبنا، كما هو الدولار الأميركي الذي نهاجم الدولة التي صنعته، نهارا، وليلا نسعد اذا نمنا وفي جيوبنا 30 دولارا.
ومع أنه في جميع الموبايلات الحديثة توجد برامج يستطيع بها طفل يبلغ من العمر 9 سنوات التلاعب في أي صورة لديه، فبكبسة زر يغير من شكل والده ويجعله سوبرمان ووالدته سوبر وومن، فما بالكم لو كان التلاعب يتم في جهاز كمبيوتر وبرامج حديثة بالصور القديمة لرئيس دولة سقط نظامه؟
يبدو ان العرب يريدون ان يعيشوا اسرى للأوهام والقصص الخيالية، وفي أميركا هناك بعض المخابيل الى يومنا هذا، يعتقدون ان نجم الغناء الفيس بريسلي لم يمت، وأن الممثلة مارلين مونرو مازالت حية، بل إن بعض الأميركيين قالوا إنهم شاهدوا الرئيس الأميركي الأسبق جون كنيدي الذي اغتيل عام 1963 يتسوق في أحد المجمعات، وعلى هذا الأساس صدر العديد من الكتب التي تدفع بتلك الاتجاهات نحو الوهم والسراب، وصاحبنا «بتاع صدام» قام بتقليد الأميركيين، واستخدم نفس الاسلوب لكي يبيع ويشتهر ويسبق اسمه لقب المؤلف، ولأن «الرزق يحب الخفية»، فما المانع من تعبئة العبط في الكتب وبيعه للناس؟
اقرأ أيضاً