مشاري العدواني
في صيف عـام 1973 قام الرئيس المصـري الراحل أنور السادات في خطوة مفاجئة بطرد خبراء الاتحـاد السوفييتي السابق، الذين كانوا يعملون في مجالات عسكرية متعددة.
وفي وقتها كان القرار شكليـا يوحي للعالم، وخصوصا للكيان الصهيوني بأن السـادات في ورطة ولن يحارب، بل ان السادات أو الثعلب ـ كما تحـلو لليهود تسميته ـ خـدعهم بذلك القرار، وأعطى القيـادة العسكرية في إسرائيل حقنة بنج طويلة، لم يصـحوا من تأثيـرها إلا ظهـرا يوم الـسادس مـن أكتوبر من نفس عـام طرد الخبراء.
ولكن ما علاقة الرئيس الراحل أنور السادات بالرئيس الإيراني الحالي محمود احمدي نجاد؟
قصتـان ـ الأولى: إن نجاد هو الذي يتعامل اليـوم مع «الخبراء الروس» الذين يـعـملـون في مـجــال الطاقــة النوويـة وبعض القطاعـات العسكرية، والذيـن قامت مـوسكو بسحـبهم بصـورة مفاجئـة من إيران منذ أيام، تاركة الباب مفتوحـا لكل الاحتمالات، ولكن الســؤال في أيام السـادات (عـلى الطاري فـيلـم السـادات يسـتحق المشـاهدة)، كان الثـعلب هو المبـادر بالخداع والمراوغـة بقرار طرد الخبراء، ولكن في 2007 هل هناك خدعة في قصة سحب الخبـراء من طهران؟ للجـواب عن السؤال يجب أن نعـرف من هو المراوغ ومن هو المخدوع؟
القـصة الثـانيـة: نجاد طبق خطـة السادات التي انتـهـجهـا مع إسرائيل، وذلك عندمـا ألقى الـسادات خـطابا في مـجلس الشـعب المصري، وجـاءت فيـه كلمته المـشهورة: أنا مـستـعد لأن اذهب إلى بيتهم إلى الكنيست للسلام، وتعرفـون باقي القصة ذهابه وتحقيقه لكل مطالب مصر، نجاد كان يريد أن يلعب بخطة 7/3/1 أي مفاجآت لآخر المشوار، فقرر الذهاب لنيويورك، لحضور جلسة مجلس الأمن، والتي فرضت فيها عقوبات على إيران، نتيـجة عدم امتثالها لقرارات المجتمع الدولي، ولكن في مفاجأة جديدة من مفاجآت نجاد، قرر عدم السفـر لأميركا، احتجـاجا على التأخـر في منح تأشيـرات الدخول للولايات المتحدة الاميركية، لبعض أعضاء الوفد المرافق له!
في اعتـقادي أن نجـاد اكتشـف انه لن يؤثر في أعضاء مجلس الأمن، وان القرار مـحسـوم، ولذلك قرر عدم الذهاب، وفـوت علينا فـرصة الإجابة عن سـؤال: من سـيلقب بالثـعلب؟ ومن سـيلقب بالـ. . . . ؟