اليوم.. وبعد مضي 12 يوما على قيام ثورة الشباب في مصر التي أسميتها «ثورة زهرة اللوتس».. تأكد بما لا يدع مجالا للشك ان الشباب الذي قام بانتفاضته من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية.. اي من اجل اصلاحات سياسية واقتصادية قد اوصل رسالته تماما، وحقق اغلب مطالبه، واكتسب احترام بلاده والعالم اجمع.. بإصراره على ثورته «سلمية.. سلمية.. سلمية» ـ لكن الذي تأكد ايضا ان هذا الشباب النقي.. الذي واجه الدولة واجهزتها الامنية بصدوره العارية ولم يخف ولم يرتعب.. كان بلا قيادة.. كان قائد نفسه.. كان يقود نفسه.. بشعاراته.. بأفكاره لا بأشخاص يمكنهم ان يتفاوضوا على الاشتراك في تنفيذ الاصلاحات التي دعا إليها ـ والذي تأكد الآن ايضا هو انه في ظل غياب هذه القيادة كان هناك من يتربص.. منذ ان ادرك انها ثورة بلا رأس وبلا مدبر.. وبلا تنظيم.. يريد ان ينقض عليها!
وان يسرقها من أصحابها الحقيقيين.. وان يوجهها الى خدمة اغراضه وتصفية خصومه السياسيين.
- هكذا.. انقض التيار السياسي المنظم في الداخل والخارج على الشباب ليسرق ثورتهم.. ويوجه انصاره الى وجهات محددة.. تعبر عن وجوده وعن قدرته.. إنهم «الاخوان المسلمون» الذين لم أشك أبدا في أنهم منذ اللحظة الاولى يريدون ركوب وقيادة هذه الموجة الشبابية وقطف ثمارها.. والذي لا يصدق فليسمع تصريحات مليئة بالنشوة والثقة أدلى بها مرشد الاخوان السابق مهدي عاكف لإذاعة الـ «بي بي سي العربية» يقول فيها: يا سيدتي من قال لك ان هذه الثورة لا وجود للاخوان فيها؟!
واضاف: الاخوان موجودون ويقودون ويتحركون في هذه الثورة.. ولكن من دون ان يظهروا في الصورة او يبرزوا أنفسهم لا في شعاراتهم ولا في ملابسهم ولا في تصرفاتهم!
- منذ قيام الثورة يوم 25 يناير والاخوان ينظمون انفسهم للاستيلاء على الثورة.. فما حدث امامنا خلال تلك الايام يؤكد ان ما حدث شيء مخطط فشباب مصر الجميل لم يحرق مرافق الدولة.. من حرقها جماعة منظمة.. أرسلت مع كل مرفق تحرقه رسالة محددة: حرقت شارع الهرم بكل محال الترفيه فيه لانها في رأيهم منكر يجب القضاء عليه وعندما شرعوا في اضرام النيران بدأوا بالحزب الوطني، رأس الأفعى الذي أقصاهم من البرلمان «مكة أبرهة» على حد ما ورد في توصيفات شباب تحدثوا عما رأوه من تصرفات الاخوان وفكروا في الاوامر التي وجهوها لهم أثناء المواجهات.
- والذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان هناك خططا وضعت سلفا من قبل الاخوان.. لاستغلال مثل هذه الظروف، «والتي ربما تدربوا عليها سابقا ـ ولعلنا نذكر قضية الميليشيات الجامعية الاخوانية التي ضبطت وهي تتلقى التدريبات العسكرية بالجامعة ـ هذا هو الاقتحام المنظم والحريق المتعمد لمراكز الشرطة في مصر في وقت واحد وكذلك اقتحام السجون في وقت واحد، مع البدء بسجون معينة، تضم قياداتهم المعتقلة فيها لإطلاقهم وتهريب قيادات اخرى تنتمي الى الجماعة خارج مصر (غزة) او متحالفة معه مثل «لبنان ـ حزب الله»، والسؤال الآن: أليس هذا مخططا مسبقا ومنظما.. وجاهزا فقط كان ينتظر الاشارة او اللحظة المناسبة؟!
- كانت ثورة شبابية في البداية نعم لكنها تحولت الآن وبفعل ظروف التنظيم والتخطيط والتمويل والحشد.. الى مخطط منظم لاسقاط مصر في يد الاخوان!
- الشباب الذي قام بالثورة لكسب الكثير لبلاده خلال ثلاثة ايام لكنه لن يقطف ثمارها، هكذا تقول احاديث الشباب الذي اكتشف وهو في ميدان التحرير انه لم يعد حرا في تصرفاته.. ولا في افكاره ولا في مطالبه.. فأغلبهم لا يستطيع الخروج من الميدان.. لان «الاخوان» يرهبونهم بوسائل عديدة.. أقلها تهمة الخيانة!
- مخطط إضعاف مصر وشل قدرتها من الداخل بدا واضحا تماما الآن، ولعل آخر صوره المؤسفة هو قيام خلايا نائمة يقظة لا فرق، بإشعال «خط الغاز» بالعريش! يحدث هذا في ظل ظروف قاهرة تمر بها الدولة.. ويصعب عليها التحرك في كل الاتجاهات: شلل اقتصادي ـ اختلاف سياسي ـ غياب أمني.. أعمال بلطجة.. حرائق.. اقتحام سجون.. مهربين.. مخربين.. الخ.
مخطط يريد الجائزة الكبرى.. وللاسف بمساعدة من القوى الغربية والعربية ايضا!
- ما الذي سيحدث في الايام الصعبة المقبلة التي تمر بها مصر.. وهل يدرك الاخوة المصريون ـ حكماؤهم وعلماؤهم، شيوخهم وشبابهم، اقباطهم ومسلموهم ـ ان وطنهم مستهدف، وهل يدرك شباب 25 يناير ايضا هذا المخطط وأبعاده وكيف يمكن ان يحرق الاخضر واليابس؟!
- يا شباب مصر.. ما أروع طروحاتكم.. وما أجمل أحلامكم لكن ما أصعب ما تواجهون الآن.. ما أصعب ان نرى الضباع وهي تحاول سرقة احلامكم.. ولا نقول الا قلوبنا معكم ومع كل اهلنا واصدقائنا في ارض الكنانة!
والعبرة لمن يتعظ
[email protected]