نعم.. البلد في خطر، فقد كنا بالأمس القريب لا نتصور او نصدق اننا نحن العرب ضحايا لمؤامرة خارجية، لأننا عندما كنا نحلل ما يجري وما يحدث، كنا نخلص الى ان العيب فينا وليس في الآخرين، بسبب السياسات القمعية التي انتهجها عدد من رؤساء الدول العربية، الذين جاءوا الى سدة الحكم، فحكموا وبطشوا ونكلوا بمعارضيهم وقمعوا شعوبهم ولم يتركوا لهم فرصة للمشاركة في حكم الوطن.
وكنا نعتقد دائما ان أي ترديد لمقولة «المؤامرة الخارجية» انما هو نوع من تعليق اخطائنا على شماعة الآخرين، نخفي بها قلة حيلتنا ونداري بها حقيقة تقاعسنا عن مناهضة الظلم، واسترداد حقنا في الحرية والكرامة.
لكن يبدو لي اننا كنا مخطئين، فما يتكشف لنا على امتداد الأمة العربية من أحداث عاصفة ومتماثلة وبأساليب ومنظومة موحدة تقريبا، يكشف اننا نعيش الآن حقيقة تم التخطيط لها بعناية واستخدمت فيها جميع الأدوات.
هناك مخطط يمكن تبين ملامحه وخطوطه الرئيسية، فبعد ان قامت ثورة مصر بثلاثة أيام أخبرني صديق برواية معينة تطرقت اليها قناة فضائية مصرية بشكل سريع، تقول هذه الرواية ان الشباب المصري بدأ ثورته بالتعاطف مع الشاب السكندري خالد سعيد، الذي قتل على أيدي جهاز مباحث أمن الدولة المصري، كانت هذه هي البداية لبثّ رسائل الكترونية منددة بهذه الجريمة، وبتتبع مصدرها ـ أي هذه الرسائل ـ تبيّن انها تصل الى موريتانيا، وتبيّن ان مصدر هذه الرسائل هو داعية اسلامي لم يعرف بعد مذهبه العقائدي، هل هو شيعي؟ هل هو سني؟ ولكنه داعية او مصدر اسلامي يطالب بإقامة الأمة الإسلامية، وتبيّن ايضا ان موقع هذه الرسائل مدون عليه تواريخ إسقاط نظم دول عربية، بدءا بتونس ثم مصر، كما هو محدد على الموقع، وهناك تواريخ أخرى لبدء اسقاط النظم الحاكمة في اليمن والجزائر والبحرين وليبيا!
وكان لافتا انه بالنسبة للبحرين تم اختيار وتحديد يوم 14 فبراير موعدا لإسقاط النظام هناك! وكان هذا مثار حواري مع بعض المهتمين بالشأن السياسي والهمّ العربي وقلت لهم لنتذكر هذا اليوم، لنرى هل تبدأ ثورة في البحرين ام لا؟
وقد رأينا بالفعل ان العملية في البحرين بدأت بنفس هذا اليوم، لكن الأخطر في كل هذا هو ان أحد مشايخ الدين وهو آية الله مدرسي خرج متحدثا على قناة تدعى «أهل البيت» ليقول: «لقد آن الأوان لسقوط حكام الخليج وسقوط الأنظمة العربية والخليجية كافة»، واسترسل المذكور في حديثه بشكل خطير.. لا يمكنني نقله عبر هذه السطور.
لكن ما سبق يدعوني مجددا لأدعو كل أبناء بلدي المخلصين، مواطنين، نوابا وسياسيين ناشطين ومجتمعا مدنيا، الى ضرورة تدبر المعاني الواردة في كلام شيخ الدين مدرسي هذا، وربط هذا كله بما بدا أمامنا من تناغم منذ مدة بين الإخوان المسلمين وحزب الله الإيراني، والذي نرى له أشكالا من التعاون على أرض الواقع في فلسطين ولبنان والعراق، ولكن السؤال الآن هو: هل يمتد هذا التعاون فيجرف كل أرض العالم العربي.. بما فيها دول الخليج؟
يا جماعة.. الصورة رمادية، «والشج عود»، وخروج إخواننا البدون في هذه المظاهرات في هذا التوقيت الغريب امر له دلالات غريبة قد لا نعرفها الآن، لكن ليس هذا ما قصدته في حديثي، فما قصدته الآن هو الدعوة التي أطلقها النواب الذين دعوا للخروج والاجتماع يوم 8/3 لإسقاط حكومة دولة الكويت!
أقول لهم جميعا: اتقوا الله فالنار تشتعل من حولنا.. وتكاد تقترب منا، ولا نعلم ماذا سيحدث غدا، اتقوا الله ولا تصبوا المزيد من الزيت على النار، فسوف تهلكنا جميعا، حكومة ومحكومين ولديكم أدواتكم الدستورية، فقوموا بتفعيلها بالطرق الدستورية المكفولة لكم، أما الخروج الى الشارع في هذا التوقيت في ظل هذه الظروف فهو جريمة بحق الكويت! وللحديث بقية.
.. والعبرة لمن يتعظ!
[email protected]