ما أروعها من كلمة – لو تعرفون – لها وقع عظيم يفوح عطرا يمتلئ نبلا، ويقطر إنسانية.
أحدثكم عن قيمة الوفاء، على ضوء وفاء «الأنباء» وتلك الأمسية التي عشناها في ظلال «الأنباء»، كانت وفاء متبادلا بين الصرح الشامخ وأبنائه سواء الذين يتواجدون الآن ويعملون في «الأنباء»، أو الذين يتواجدون في أماكن أخرى خارجها، وكلهم وجدوا أنفسهم معا يتجمعون حول اسم «الأنباء»، أجيال تمثل كل عصور ازدهار هذه المؤسسة الإعلامية التي ساهمت ومازالت تنير في إحقاق الحق والعدل والحرية، ومازالت تدافع عن الوطن وقضاياه العادلة، بالإضافة إلى قضايا وهموم الأمة العربية.
أمسية الوفاء جاءت في إطار احتفالات «الأنباء» بمرور 35 عاما على إنشائها وهي المناسبة التي استعد لها أبناء العم المرحوم خالد المرزوق، بتبويب جديد وشعار جديد، وفوق هذا بوفاء لكل الأجيال التي انتمت لهذا الصرح، فقد التقينا بعشرات من أبناء «الأنباء» سواء الذين تعاقبوا على قيادة مسيرتها أو من عملوا فيها معا، وبما أن الزمن لم يمكنها من ان تتواصل مع بعضها قبل هذه الأمسية فإذا بها تتواصل مع «الأنباء» في أزمانها الجميلة، وفي معاركها الكثيرة التي خاضتها ودفعت فيها الثمن، ثمن الكلمة والمصداقية والصدارة، وهي المراحل التي بلغتها «الأنباء» دوما وان كان أوجها في فترة تولي «بوحاتم» الأستاذ يحيى حمزة مسؤولية تحريرها قبل الغزو وبعده، وكانت رئاسة التحرير والإدارة آنذاك لعاشقة الصحافة بيبي المرزوق.
دعت «الأنباء» في يوم الوفاء، كل الأقلام والعقول التي ساهمت في بناء صرحها على مدى مسيرتها الطويلة فكانت مبادرة مليئة بالعرفان والوفاء لمن أداروا تحرير هذه الجريدة العريقة، وللمحررين الذين ساهموا في صنع سمعتها كصحيفة كبيرة ومؤثرة، والكتاب الذين خاضوا معها معاركها، وانتصروا لمبادئها وعبروا عن قضاياها، رجالا كانوا أو نساء، مبادرة لم تكن غريبة على أصحاب «الأنباء»، فهم يجسدون الوفاء بكل معانيه، وأنا وان كانت شهادتي فيهم مجروحة إلا أنها حقيقة لا ينكرها أحد.
الأمسية كانت رائعة، فما أجمل أن نتذكر من عمل معنا، اتفقنا معه أو اختلفنا، إذ يبقى الود ويبقى الفضل ويبقى العرفان الذي لا ينكره إلا عديم الأصل!
التقيت في هذه الأمسية كثيرا ممن زاملتهم في «الأنباء» منذ الغزو وحتى الآن، كانت سهرة جميلة عنوانها المحبة والأخوة وشعرت وأنا أرى كل هذه الأجيال - من سمير عطاالله ويحيى حمزة وحامد عزالدين، وصولا إلى جيل محمد الحسيني وتزامنه مع العودة الرائعة لبومهند (يوسف عبدالرحمن) - بقيمة «الأنباء»، بقيمة الكلمة وبقوة التعبير وقوة الرأي، فالكلمة أقوى من السيف خاصة عندما تكون صادقة واعية، تنطلق من المثل العليا.
شكرا لكل القلوب المحبة لهذه المؤسسة العريقة التي انطلقت بحلتها الجديدة وبشعارها الجديد وبتطورها في الشكل والمضمون أيضا، شكرا لأنها جعلتنا نستذكر أيامنا السابقة ونستذكر أحبار مطابعها وحروف صحيفتها، شكرا لأنها جمعتنا، وكل هذا بينما تحيط بنا روح العم المؤسس خالد المرزوق – طيب الله ثراه – الذي نجدد له عبر «الأنباء» اننا على عهده باقون، أوفياء، ولن ننساه أبدا.
الغيرة..
جاءتني إيميلات من قرائي الأعزاء يسألونني عن الغيرة التي قصدتها في مقالي عن المحبين، هل هي حب أم أنانية؟ فأنا أراها خليطا من المشاعر المتأججة داخل نفس العاشق، تجسد الحب والشوق والغيرة، تجمع بين الحب وأنانية المحب لمحبوبه، ولكن غيرة المحب ربما تدمر كل ما هو جميل إذا جاوزت جرعة التعبير عن الحب مداها.
.. والعبرة لمن يتعظ.
[email protected]