نجاة الحجي
يعيش الناس في نظام اجتماعي متكامل يقوم الافراد فيه بواجباتهم، فيــــعمل كل منهم عمله المناط به، ويؤدي الدور الموكل إليه ليشعر بالسعادة من خلال الفائدة التي يحققها للآخرين ولنفسه، وما يثيرني هو الوفاء الذي يتصف به البعض من الناس تجاه كل ما يتعلق بهم من امانة وحسن معاملة وإخلاص، فحققوا النجاح والتميز واكتسبوا محبة الآخرين واحترامهم ورضا الله سبحانه وتعالى نتيجة وفائهم وإخلاصهم.
الوفاء من اهم الصفات الواجب الاتصاف بها بين الناس جميعا، بين الأب وابنه والأم وابنتها، والزوج وزوجته، والعامل ورب العمل، والجار وجاره، والموظف ومسؤوله، والمواطن ووطنه، وكل علاقة بين طرفين يجب ان يكون طابعها الوفاء، والوفاء يكون بحسن العمل والتصرف تجاه الآخرين، فيشعر الانسان براحة الضمير وبالمكانة الاجتماعية والمهنية التي يسعى إليها ويرغب في ان تتجلى في الآخرين، وقد يكون اكثر معاني الوفاء شمولية الوفاء للوطن، فنجد ان الانسان يضحي بالغالي والنفيس فداء لوطنه ويقدم كل ما يمكنه ان يقدم تجاه الحفاظ على ترابه وحمايته وصون كرامته، لأن حب الوطن لا يضاهيه حب، والوفاء له يتجسد في كل تصرفاتنا واعمالنا وفي جميع المواقع، فالجندي يسهر على الحدود وفاء لوطنه واداء لواجبه، والطبيب يعاني مع المرضى حرصا على سلامتهم وتنفيذا لرسالته الانسانية، والمعلم يتابع طلبته ليوصلهم الى بر الأمان ويقدم لهم المعلومات المفيدة، وكذلك الوزير في وزارته والعامل في مصنعه والمزارع في حقله، وهذا كله نابع من الوفاء، فليكن الوفاء شعارنا دائما، ولنغرس حب الوطن في قلوبنا وقلوب ابنائنا، ولنعلمهم الوفاء بأنواعه لينعكس ذلك خيرا على الجميع.