نجاة الحجي
مع بداية شهر ديسمبر تحل علينا ذكرى اليوم العالمي للإيدز، ذلك المرض اللعين، الذي اخذ جهدا كبيرا من العلماء كي يجدوا له علاجا فعالا، ومازالوا مستمرين في ابحاث وراء اخرى لمنع انتشاره والعمل على تخفيف آلام المصابين به وما يزيدنا ألما هو اصابة اطفال صغار بهذا المرض لا ذنب لهم سوى أنهم أتوا لأبوين مصابين أو لأنهم تعرضوا لأحد اسباب انتقال العدوى، رغما عنهم فترى البراءة تقتل والمستقبل يضيع والسعادة تموت.
وقد اقيمت الكثير من الجمعيات التي تعمل على رعاية الابحاث الخاصة بهذا المرض والانفاق على معامل البحث عن دواء فعال لنقص المناعة، كما اقيمت المؤتمرات العالمية في الكثير من المدن لتبادل الرؤى حول المرض نفسه، ولا شك في ان الوصول الى علاج ناجع له ليس مستحيلا ولكنه آت في الطريق إلا ان ما تتكلفه الابحاث والتجارب والمواد الفعالة يصل الى معدلات عالية، لذا فكان لزاما على الجميع التكاتف والتعاون من اجل مستقبل مشرق مليء بالبسمة والامل.
ومن المعروف عنا ككويتيين أننا جبلنا على عمل الخير، ولنا في كل بلاد العالم بصمات واضحة وبارزة ما بين انشاء مساجد ومدارس وحفر انفاق الى شق ترع وتعبيد طرقات واقامة جمعيات ومبرات خيرية الى غير ذلك، كما ان المتبرعين الكويتيين الكرماء لا حصر لهم وكثيرون منهم ينفقون ويخفون ذلك، ابتغاء مرضاة الله، لذا فإنني في هذه الذكرى ادعو اخواني من اصحاب الايادي البيضاء الى تخصيص جزء من صدقاتهم للجمعيات والمؤسسات التي تتصدى لذلك المرض الخبيث، خاصة انه ينتشر وبكثرة في البلاد الفقيرة، فنجده يتمكن من اعداد غفيرة في دول وسط وجنوب افريقيا، ولا يخفى علينا الحال المذرية التي يعيشها كثير من هذه الدول.
ان الصحة نعمة عظيمة وصدق اجدادنا اذ قالوا «الصحة تاج على رؤوس الاصحاء لا يراه إلا المرضى»، لذا فنحن نحمد الله على نعمه العظيمة ونحمد الله على ما حبانا به في هذه الارض الطيبة من قلوب محبة للخير والعطاء هدفها وجه الله، واذا كانت الصحة اغلى ما نملك لذا فإن التصدق في سبيل مساعدة من حرموا منها سيكون جزاؤه كبيرا عند الله عز وجل.
وحفظنا الله واياكم وحفظ الكويت من كل مكروه.