Note: English translation is not 100% accurate
فتياتنا والرياضة
الأحد
2006/10/1
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : نجاة الحجي
لا أرى صوابا في الانتقاد الذي وجهه بعض النواب لدعوة فتيات كويتيات للانضمام الى المنتخبات الرياضية في مجموعة من الرياضات، ورفضهم لهذا الأمر يمثل موقفا فكريا ينتشر في بعض قطاعات البلد يسيء الى أهلية المرأة الكويتية ويمنعها من ان تنافس اخاها الرجل، وهو موقف لا يعكس الوجه الحضاري الناهض لدولة الكويت.
وإذ ينتقد البعض اعلانا منشورا في الصحف صدر لدعوة الفتيات الكويتيات، كما ذكرت، والتي اطلقتها اللجنة الأولمبية الكويتية، فإني اعتبر هذا الانتقاد أمرا خطيرا جدا وغير مقبول، ومن جانبي أنتقد فكر هؤلاء النواب الذين ربما لم يصلوا الى كراسي البرلمان إلا بتصويت مشترك من رجال تقف معهم النساء كتفا بكتف.
واذا اعتبر هذا البعض ان الأمر يمثل خروجا على هويتنا وعاداتنا، فإني أستذكر في الأيام الماضية فتيات كويتيات عملن كخلية نحل في دأب وتلقائية واخلاص دعما لفوز نواب لمجلس الأمة في ظل تنافس المرأة الكويتية في السعي الى قبة البرلمان بجانب اخيها الرجل، وهو ما لم أره من قبل من قدرة هادفة وبناءة تنافس الفتيات فيها اخوانهن الشباب في أعباء الحملات الانتخابية.
أما ان ينكر البعض رياضة النساء ويقولوا انها خروج على التقاليد والعادات، فإني رغم دعمي للتقاليد والعادات الكويتية وحرصي على انسيابها التلقائي حفاظا على التراث القديم أبصر في محاولة منع الفتيات من ممارسة الرياضة عودة بالمرأة الكويتية الى الماضي، وحصرها في غار بمنزلها تنعزل فيه عن الملأ، مع انها صارت اليوم تتقلد أعلى المناصب وأرقاها في تنافس صحي وشريف مع الرجل، من أجل بناء هذا البلد العزيز.
ولعل هؤلاء النواب الذين ينتقدون اتجاه الفتيات الى ممارسة الرياضة وتمثيل بلدهن، انما يبتعدون ـ في تقديري ـ عن الاتجاه الصحيح الذي يجب أن تسلكه فتياتنا، ولذلك فإني أدعو هؤلاء النواب الى زيارة مدارس خاصة على أرض هذا البلد العزيز ليروا بأم أعينهم كيف تنافس هذه الفتاة اليافعة اخوانها من الشباب، بل وتتفوق عليهم في مجال العلم، وغيره من الانشطة الأخرى، ليدركوا القدرات التي تتميز بها الفتاة الكويتية، والتي تؤهلها لحمل راية بلدها في المحافل الرياضية وغيرها.
أما أن يخرق البعض الواقع الصريح وقد وصلت فتيات العالم الحر الى الفضاء عبر المركبات الكونية وتبوأن مناصب رفيعة وبرزن في كثير من النشاطات الرياضية العالمية، ليجعل هذا البعض المرأة الكويتية تصبح سجينة في واقعها، فلا تلتحق بمنتخبات تبرز فيها الفتاة وتبدع ابداعا مسايرا لتفوقها في العلم، فهذا الرأي في الواقع يعكس اتجاها فرديا لا يمثل الأغلبية، لاسيما ان المرأة الكويتية تبوأت اليوم منصبي وزيرة وسفيرة وغيرهما.
فلا نريد ان نعود الى الازمان الغابرة، وكفى جحودا لدور المرأة الرائد منذ القدم في كل مناحي الحياة، وكفى تقليلا من شجاعتها وأهليتها الكاملة، الأمر الذي يهزمها ويحط من قدرها وكفاءتها المتنامية يوما بعد يوم.
بل اني ادعوك ـ عزيزي القارئ ـ لنصفق جميعا للفتيات الرائدات، ونحمِّل وزير الشؤون الاجتماعية والعمل مسؤولية اتخاذ قرار واضح وصريح لا يخذل الفتاة الكويتية ويدعمها في ما تتمناه، وهي الأم والأخت والابنة.
فلنشجعها على تحقيق تطلعات اللجنة الأولمبية لتـــخوض محافل الرياضات العالمية بكل تفوق، فهي قادرة ـ بعون الله ـ على رفع راية الكويت، تماما كأخيها الرجل.
اقرأ أيضاً