Note: English translation is not 100% accurate
هؤلاء أهلنا
الثلاثاء
2006/10/24
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : نجاة الحجي
يهل علينا عيد الفطر السعيد فتعم الفرحة البيوت، وتعم الأجواء طقوس السعادة التي يمرح فيها الأطفال بين لعب في الحدائق، وزيارات للأهل يجمع الصغار خلالها «العيادي» فتزداد فرحتهم، التي تتخذ ألوانا زاهية كملابسهم الجديدة في العيد.
اما الكبار فيتبادلون الزيارات، ويؤدون واجباتهم في نواح متعددة يوجبها العيد علينا، منها العبادية ومنها الاجتماعية، ولكن في غمرة فرحتنا بالعيد، وتفاعلنا مع الآخرين، يجب ألا ننسى ان هناك فئات محددة من المجتمع قد تحول ظروفهم دون ان يفرحوا بالعيد كما نفرح نحن، وان هؤلاء يجب ان نوليهم جانبا من اهتمامنا حتى لا تمر ايام العيد عليهم كغيرها من الأيام العادية، بلا فرح ولا سعادة ولا مشاركة، فنحن مسؤولون عن اشعارهم بأنهم يعيشون في قلب العيد، وليس على هامشه.
ولا شك ان فرحتنا بهذه الأيام السعيدة ستكون منقوصة اذا لم نعطهم حقوقهم علينا من المشاركة والمحبة والسعادة.
ومن هؤلاء الذين اتحدث عنهم فئة كبار السن من نزلاء دور المسنين، وفئة المعاقين، وكذلك الأسر الفقيرة المتعففة. فمن لكبار السن في هذا اليوم المبارك اذا لم نحاول بجدية ان ندخل الفرحة الى قلوبهم ونؤدي حقهم علينا بعد ان ادوا مشوارهم في الحياة، وبذلوا جهودا من اجل بناء المجتمع؟
ويتعين علينا ألا نتركهم بمفردهم في زوايا النسيان والوحدة.
فرب بسمة نتبسمها في وجوههم، أو هدية بسيطة نقدمها لهم، تحول وحدتهم الى احساس عارم بأنهم يعيشون في عيوننا وقلوبنا، وليس بعيدا عنا.
والمعاقون أيضا يجب ان نتذكرهم في هذا اليوم، لنسهم في تجاوزهم لعزلتهم التي يمكن ان تبعدهم عن فرحة العيد، وهو ما يتحقق بالتفاعل معهم واشعارهم بأنهم أعضاء «عاديون» في المجتمع، وليسوا «مختلفين»، من دون نظرة شفقة قد تؤلمهم ـ بحسن نية ـ أو معاملتهم من خلال «اعاقتهم» فنسبب لهم ـ من دون قصد ـ جراحا، من حيث اردنا ان نفرحهم.
ولا طريق الى هذا إلا بإشراكهم في احتفالاتنا، وجعلهم ينخرطون مع الباقين، في اللعب والاحساس بالعيد.
وهناك أسر فقيرة من فرط تعففها نحسب انها شديدة الغنى، وهؤلاء يجب ألا نغفل عن السعي الى مد ملاءة الفرحة فوق رؤوسهم، لأنهم يستحقون ـ بما يملكون من كبرياء ـ ان نشعرهم اليوم ودائما بأن المجتمع لم يتخلّ عنهم، بل يضعهم في قلبه، وينشغل بهمومهم، ويتفاعل بكل قدراته مع آلامهم، لأنهم ليسوا غرباء عنا، بل هم أهلنا وأحباؤنا.
جعل الله ايامكم كلها أفراحا، وأعاد الله العيد المبارك عليكم وأنتم أكثر سعادة ومنحكم القدرة على ادخال البسمة الى قلوب الآخرين.
فما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط.
اقرأ أيضاً