في يوم خميس أسود وليلة جمعة حالكة السواد انفصلت الروح عن الجسد وارتحلت بعيدا الى آفاق الفضاء حيث المثوى الأخير، في جنات الخلد، وها هو الأربعين من الوفاة قد مضى، وباتت الغالية في الجنّة ولم يبق لنا منها إلا الذكرى، الذكرى الطيبة الخالدة التي لم تعد موجودة إلا في بواطن القلوب التي أحبتها كثيرا والتمست منها النصح والإرشاد فلم تبخل ولم تتراجع، بل مدت اليد الكريمة، إذ هي في الأصل عربية من آل تميم، اتسمت بطول البال وسداد العقل والحكمة المجزية، إنها سيدة الكون الذي خلفته بعيدا ليكون مثواها جنات الخلد وهي العزيزة المعطاءة والتي كانت تغدق على صغارها في أفريقيا وهي التي سعت لتشييد المساجد وتوسع فيها في أراض وبلدان نائية لتغرس روح الإسلام في قلوب الإنسانية من البشر فهل ننسى هذه السيدة الفاضلة؟ تلك التي فاضت حسناتها من العطاء، إنها الكريمة الفاضلة التي تكره ان يعرف عن عطائها أحد، بل لا تحب ان يعرف أحد حتى اسمها الأول، وبذا أرى نفسي أحترم رغبتها الجامحة في إخفاء عطاءاتها مما تملكه من خيرات، وهذا يكفي في إضفاء صفة الصدقة الحسنة والمثوبة الخيرة.
[email protected]