المبدأ أسلوب حياة يعتنقه المرء منا فيصبح سلوكا او نهجا يسير عليه على مدى سني حياته، ويأبى أن يتخلى عنه، فهو أساس لسلوكه ـ لا يحيد عنه حتى انه يكون برنامجا يهتدي به ويعرف الآخرون شخصه منه فيقال مثلا إن هذا او ذاك من بني الإنس صاحب مبدأ.
ويهتدي الإنسان الى مبدأ او حتى مبادئ كثيرة لكينونته وتصرفاته كلها، إن كان إيجابا او سلبا، ولعل المرء منا يتبنى مسار حياته كلها قياما على مبادئه او حيثيات تصرفات من سلوك له وحده لا لغيره.
فحسب المرء ان يتبنى مبادئه التي أرى دائما انه لا يحيد عنها في مسار او سلوك فيعرف بها ويؤمن به الآخرون لصيقا له.
ويواجه الإنسان في حياته كلها أمورا تتواءم وعقيدة يتمسك بني الإنس بها أيا كانت العقبات التي تواجهه او الصعوبات التي تتملك كيانه كله لكنه لا يحيد عنها حتى تستقيم سلوكياته على مدى الأيام او الأشهر او حتى سني عمره المديدة.
ويفاجأ المرء عندما يمر بتجربة في حياته تراه يفكر طويلا بها حتى ينشغل بها فكره لكن شخصيته التي عرفت عنه تهيمن على فكره ومن خلال تجاربه ومبادئه يعمل على تجاوز هذه التجربة مهما كانت صعبة.
ومن خلال تجارب المرء في هذه الحياة يتفرد بسلوكيات تشكل رد فعله وتجعله إنسانا ذا شخصية متفردة في المجتمع ويعرفه الناس بها، ومن هنا تُعرف شخصيته بل وتتميز عن غيره، حتى ان اسمه يرتبط بها.
ولعل المرء منا وإن حاول آخرون النيل منه لتغيير سلوكه لا يحيد هو عن هذا السلوك او ذاك حسب مبادئه التي عرفت عنه، فهو صاحب هذا المبدأ او ذاك.
وتعمد الأمهات كثيرا الى التدخل فيما يمر على الصغار من ساعة او ساعات لهو ولعب مع الآخرين لتجعل من ابنها إنسانا دينه في صميم أقواله وأفعاله، وتكون مبادئه لصيقة لتصرفاته التي يعرف بها وتجعله هو ذاك الشخص صاحب هذا التصرف طوال عمره.
ولعلي أحرص على غرس الإيجابيات في نفس ابني الذي أحبه كثيرا بما لدي من إيجابيات عديدة، فألمح بكلمة واحدة أراه يمعن التفكير بها لعلمه علم اليقين أنها الصحيح والصواب الذي لا يحيد عنه.
ويشتد المرء منا وهو يرى فيه حسن الخيار والتمسك به فيفرح كثيرا عندما يجد من الأم سعادة لا يغفلها هو وقد بنيت عليها شخصيته فيعمد الى فعل الخير او طريق الصواب الذي لا يحيد عنه بخيار آخر هو الذي نجحت الأم في بذر بذور الإيجاب منه طوال عمره.
ولعمري أرى في نفسي أو حتى أنفس الآخرين ما يبدو هو غائر في قلبي من سعادة وسرور، الأمر الذي تبناه ابني من خلال أيام وأشهر وسنوات من تجارب العمر، فتجدني أحمد الله كثيرا انني إنسانة نجحت في رؤى الإيجاب باديا للعيان فأنكر ذاتي وخلجات الفرح تبدو وبوضوح في شخص ابني.
وهنا ينبض المنطق في كل دانية وقاصية.
[email protected]