أرى في إفطار المرء علنا في شهر رمضان المبارك سواء بوجوده وحده أو على مرأى من الأنفس التي تعيش معه بأن يتناول الطعام مجاهرة أمام قومه، دون عذر شرعي ودون خشية من الله تعالى القدير، يعد كارثة تصل الى الكبائر.
شيوخ الدين لا يتوقفون عن التحذير من أن هذا العمل منكر، ورجس من الشيطان، ولعل المسلم الذي يشهد الشهر الكريم أن يصومه كله، إذا لم يكن لديه عذر شرعي، فإذا افطر كان ذلك بعدم الإفشاء مجاهرة أمام الآخرين، لأنه إذا فعل ذلك يسخر من ذاته وكينونة أمام خالقه وبني قومه، ولا يستحيي من خالقه الذي جعله يعيش ليرحم نفسه والآخرين ويسمو عن بقية الكائنات الحية.
ولا شك أن صوم الشهر الفضيل والامتناع عن الغذاء والشراب والحرص على الفروض طاعة للعلي القدير لهو العمل المقدس لا تأبى عنه النفس السوية أيا كان السبب إذعانا لرب الجميع العلي العظيم.
والصيام يدفع المسلم إلى الإذعان لفضل الطاعة ليكتبها الله له من الحسنات، فالصوم فريضة وعلى الجميع صيام أيام رمضان الفضيلة إذعانا وطاعة وتقديسا لخالقنا عز وجل، وها هي أيام الشهر الفضيل تمضي سريعة، فلعل الصائم منا أن يمضي مصليا صائما ملتزما بأصول الفريضة احتراما لخالقه وتحسبا لبني المسلمين إذ يشاركونه هذه الأيام المقدسة، فما اجملها من ساعة إذ بالمؤذن يعلن موعد الإفطار عند صلاة المغرب، فيفطر الصائم امتثالا لأوامر خالقه، فيحمد ربه طويلا على تمرات يختتم بها يوم الصوم، حامدا شاكرا ملبيا لخالق الكون بقدسية وملاءة خيرة عله يشهد نهايته ليحتفل بالإفطار وحلول العيد السعيد.
وعلى المرء منا أن يقدر الذات الإلهية ويهاب قدسية هذه الأيام الخيرة للشهر الكريم، الذي فرحنا جميعا بقدومه بينما تمر أيامه سريعة لنقترب من أيامه الأخيرة وصولا إلى ختامه بعد أيام مع حلول عيد الفطر السعيد لنحمد ونشكر الله العلي العظيم، فما اجمل أيام الشهر الفضيل أن نصوم أيامه المقدسة ونحتفل بذكرها الطيب ونقوم بأداء فريضة الصوم بحسن شعور وتقدير حكيم ونحرص على الصلاة حامدين الله وقد قدر لنا حسن الأداء بطيب خاطر وبحمد مجيد، فالحمد لله تعالى إذ قدرنا على شهادة هذا الشهر وصوم أيامه والاحتفال بحلول أيامه المقدسة وساعاته الأواخر، ففي ذلك فضيلة وأي فضيلة، فشهر مقدس كشهر رمضان وصوم أيامه بعون من العلي العظيم لشهادة عجيبة بفضل الله تعالى على الأناس، وحمدا لله لصيام أيامه الفضيلة دون تردد ودون خذلان.
[email protected]