التنمية البشرية هي الاستثمار الأمثل لأي دولة تسعى الى التقدم لمصاف الدول العظمى، فرغم أهمية الموارد المادية والطبيعية في تحقيق الرخاء الا ان الانسان يظل هو المحور الرئيسي في تسخير هذه الموارد وحسن استخدامها والعمل على تطويعها والانطلاق نحو استثمارها بالطرق المثلى لصنع نهضة حضارية متكاملة.
اذا ما امعنا النظر في بحث العوامل التي ساعدت الدول المتقدمة في الوصول الى ما حققته من تطور وتقدم سنجد ان العامل الأول هو الثروة البشرية القادرة على الاختراع والابتكار والتطوير واستغلال كل الموارد وتطويع كل الامكانيات لرفع الانتاجية وتنفيذ خطط التنمية الشاملة وصولا الى الرفاهية المطلوبة للشعب.
ومن البديهي معرفة ان الاستثمار في العنصر البشري يحتاج الى ركيزتين اساسيتين، الأولى تكمن في التغذية العقلية عبر التعليم سواء من الناحية المعرفية او التدريبية لينشأ الانسان قويا صلبا قادرا على التعامل مع مختلف الظروف بمرونة وابتكار فيتغلب على أي مشكلات ويتجاوز اي تحديات، اما الركيزة الثانية فهي التغذية الصحية، والتي تصاحب الإنسان من فترة الحمل مرورا بالولادة والطفولة ومراحل حياته كاملة، فكلما تمتع الانسان بصحة جيدة تمكن من الانطلاق نحو العمل والإنجاز.
وهنا نقف عند الخدمات الصحية بشكل مكثف، فقد ظلت الكويت على مدى العقود الماضية بعيدة عن الطريق السليم للارتقاء بالخدمات الصحية، حيث كان باب العلاج بالخارج مفتوحا على مصراعيه لتخسر الدولة مئات الملايين دون تحقيق تطوير حقيقي لخدماتنا الصحية، الا اننا منذ سنوات وبتوجيهات سديدة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد نشهد تطورا كبيرا في الخدمات الصحية بمختلف مناطق الكويت.
ورغم المشاريع الصحية الضخمة التي أنشأتها الكويت حديثا، ومنها مدينة الجهراء الطبية ومستشفى الشيخ جابر، ومركز صباح الأحمد اضافة الى عدد من المراكز التخصصية الجديدة، والتوسعات الكبيرة في مستشفيات العدان ومبارك والفروانية والصباح والأميري، هناك تحديثات وتطويرات كبيرة في المرافق الصحية القديمة من مختلف الجوانب، سواء الانشائية او على مستوى الاجهزة الطبية الحديثة او من ناحية الطواقم الطبية والتمريضية.
وقد تزامن كل هذا التطوير مع تشريعات وقوانين جديدة جعلتنا نشعر بتحسن الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز ووصولها الى ذات المستوى الموجود في الدول المتقدمة.
وهنا لا بد ان نشيد بجهود قيادات وزارة الصحة بداية من الوزير الشيخ د.باسل الصباح مرورا بوكلاء الوزارة ومدير القطاعات والمستشفيات وصولا الى جميع الأطباء والهيئة التمريضية والادارية، فقد اصبحنا نرى الرجل المناسب في المكان المناسب بكل مرافقنا الصحية وهو ما كنا نفتقده سابقا.
التقدم في الخدمات الصحية شمل الخدمة المميزة في صيدليات المستشفيات والمراكز الصحية فالتنظيم اصبح هو السمة الرئيسية للتعامل مع السرية في صرف الوصفات الطبية وحسن التعامل مع المرضى بأسلوب راق ومهذب.
ومع هذا التطور وتلاشي طوابير الانتظار الطويلة وتميز الخدمات لابد من كلمة حق للمخلصين المجتهدين، فكما ننتقد الخلل يجب علينا ان نشيد بقياديي وأطباء وممرضي وصيادلة وزارة الصحة.. ونقول لهم «كفيتم ووفيتم».. والله المستعان.
[email protected]