لوأضاع كريستيان رونالدو ركلة جزاء لوجدوا له ألف عذر، لو انفرد ليونيل ميسي بالمرمى وسدد في جسم الحارس مع انه لا يفعلها الا نادرا لقالوا ان الحارس محظوظ، لو سجل جون تيري هدفا في مرماه بالخطأ فسيقولون لطالما سجل اهدافا برأسه في مرمى الخصوم، ولكن لو اخطأ حارس المرمى لأقاموا عليه الدنيا واشبعوه لسعا وشتما كيف لا، وهو الحارس الذي يقف مدافعا عن مرماه وعليه ان يتحمل كل العواقب؟ فلنكن اكثر شفافية ووضوحا من هؤلاء الذين يقولون ويقولون، يأتي في المقام الاول نحن اصحاب الرأي في الصحافة والمتابعون والنقاد وذلك ليس بغضا وكرها في الحراس ولكن لان عالم الكرة وقوانينها وطريقة لعبها وتوزيع لاعبيها تحتم علينا ان نقيّم اللاعبين حسب مراكزهم وعطائهم، فالحارس لا يبذل جهدا كما يبذله المهاجم، والحارس لا يتعرض للضرب والخشونة والاصابات كالمهاجم، والحارس يدافع عنه زملاؤه والمهاجم عليه ان يخترق دفاع الخصم، فمن الطبيعي ان يكون الحارس معرضا للانتقاد الدائم فيما لو دخلت كرة سهلة مرماه لان الخطأ منه بألف كرة ضائعة من مهاجم، ولي تجربة على الصعيد المهني بعدما عاتبني احد الحراس في اواخر التسعينيات على ان الصحافة ظلمته بعدما دخل مرماه اربعة اهداف وقال: لا اتحمل الهدف الثالث والبقية انا مسؤول عنها فضحكت وضحك هو.
ما اريد قوله ان الصحافة الانجليزية لا ترحم وجعلت من حارسها روبرت غرين مادة دسمة بعد تسببه في التعادل مع اميركا وكأنه اخرج الاسود من كأس العالم، ورأت صحيفة «صنداي اكسبرس» انه لاجل انجلترا يجب ان يرحل الآن، فيما سخرت «صنداي ميرور» منه وكتبت ان قفازاته تالفة، وقفز ايضا الحارس الجزائري فوزي الشاوشي الى الواجهة بعد خسارة فريقه من سلوفينيا بهدف يتحمل مسؤوليته، ولكم يا معشر الحراس حكايات لا تنتهي.
> إذا حضر الألمان فقم لتحيتهم، وتعلم منهم الانضباط والدقة في «الصنعة» والمتانة والجودة واذا لم تكن من مشجعي الفريق الالماني فلا تتمن خسارته كي لا تفقد الاثارة خاصيتها والجمالية «اناقتها»، وبدأ الفريق الألماني مشواره برباعية مستحقة في مرمى الاستراليين الذين مارسوا الضرب من غير داع، والحقيقة ان طرد لاعبهم تيم كاهيل كان مستحقا.
الحضور الالماني كان في موعده تماما ووزع المدرب يواكيم لوف عناصره الشابة بعناية، وما اسعدنا ان التشكيلة الالمانية تضم اسماء قريبة منا مثل مسعود اوزيل وسامي خضيرة واللافت ايضا تكرار اسم مولر في المنتخبات الالمانية على مر كؤوس العالم، جيرد مولر، هانز مولر، اندرياس مولر ثم النجم الحالي توماس مولر.
ناصر العنزي