ناصر العنزي
بسبب «سذاجة» لاعبيه خرج المنتخب الكاميروني من كأس العالم بعدما ارتكبوا اخطاء لا يرتكبها الاطفال الفقراء في ملاعب العاصمة ياوندي، ولو كان المهاجم الطويل الضخم اشيل ايمانا حافي القدمين لكان بإمكانه ان يسجل هدفا على الاقل من الكرات التي سقطت امامه وفي مواقع مثالية للتهديف فما بالكم وهو يرتدي حذاء من النوع الثمين؟!
اما المدافع الايسر نيكولا نكولو فهو مثل الذي اراد ان يكون كريما فذبح نفسه فترك المهاجم الدنماركي روميدال يراوغه او لنكن اكثر دقة سمح له بالمرور من امامه بكل سذاجة ليسدد في مرمى حارسه هدفا، ولولا الحياء لركض نيكولا الى الجماهير فرحا بالهدف، ونتفق مع من يقول ان كرة القدم اخطاء من يستثمرها جيدا يخرج فائزا ولكن خطأ عن آخر يختلف، فالمهاجم يضيع فرصة، اثنتين، ثلاثا ولكن مثل فرص اشيل ايمانا لا تضيع، فرص «طازجة» غير مجمدة فكان يسدد الكرة وفق نظرية قديمة كانت سائدة في ملاعبنا الترابية ونحن صغار وهي من يرفع الكرة الى الاعلى فهو الاقوى، ولم تقتصر سذاجة افراد الكاميرون على ايمانا ونكولو فأصابت ايضا قائد الفريق صامويل ايتو الذي يريد خداعنا بأنه مراوغ ماهر ونحن نعلم انه لا يتقن هذه الألعاب.
ما كانت الدنمارك لتفوز لولا الاخطاء المتكررة من خصمه، وهي عادة المنتخبات الافريقية «الغامقة» فاللاعب يتسبب في ركلة جزاء وكأن الحكم لا يملك صافرة، وآخر يمرر انفرادا رائعا ولكن على مرمى حارسه، ومهاجم يسجل هدفا من زاوية مغلقة تماما، فيما هو نفسه يسدد الكرة اسفل القائم والمرمى مفتوح على مصراعيه، فالكرة في نظرهم قوة وسرعة وعضلات، وهي بالطبع عوامل مطلوبة لكنها لا تؤدي الى الفوز ان لم توظف الى جانب الحيلة والذكاء وحسن التصرف.
من سوء الطالع ان تغيب مصر بطلة افريقيا ويتواجد في المونديال فرق اضعف منها مثل الكاميرون ونيجيريا، ولو حصل عماد متعب او محمد زيدان او محمد ابوتريكة على الفرص التي حصل عليها الكاميروني اشيل ايمانا لكان احدهم هداف المجموعة حتى الآن.