ناصر العنزي
هذه بطولة الحكام أكثر منها لاعبين ومدربين، ففي كل مباراة تقريبا يخطئ حكام الساحة والمساعدون في مواقع لا تحتمل الخطأ اطلاقا، ويأتي هدف الانجليزي فرنك لامبارد الملغى في مرمى ألمانيا في مقدمة الاخطاء الفادحة لأصحاب الصافرة وحملة الراية، وعن ذلك قال مساعد الحكم الأوروغوياني ماوريسيو اسبينوزا والذي لم يشر الى صحة الهدف: «كانت تسديدة سريعة جدا لم أنظر اليها بشكل صحيح وعندما شاهدت اللقطة في التلفزيون أدركنا ما حدث»، وفي مباراة نصف النهائي والتي فازت بها هولندا على أوروغواي 3 - 2 أمس الاول سجل الفائز هدفه الثاني عبر لاعبه المتألق ويسلي سنايدر من تسلل واضح وقع فيه زميله فان بيرسي والذي حجب بدوره عن الحارس موسليرا رؤية الكرة وكان لوقع الهدف أثر واضح في تحول المواجهة لمصلحة الهولنديين، وأكثر ما نخشاه أن تشهد المباراة النهائية مزيدا من الاخطاء «الثقيلة».
توقعنا أن تفوز هولندا على أوروغواي والتأهل الى النهائي، ولكن لم نتوقع ان يكون فوزا صعبا بعدما رد الخاسر على الهولنديين بهجمات منظمة كادت تحرجه في الدقائق الاخيرة، ويسجل لنجم أوروغواي دييغو فورلان درجة كبيرة من الاعجاب والابهار في التسديد البعيد المركز بكلتا القدمين وهو بلا شك نموذج للمهاجم المثالي.
وأخيرا وبعد سنوات طويلة هاهو المنتخب الهولندي صاحب الأداء السهل المنظم يقترب من تحقيق الكأس العالمية، وأنت تشاهد هولندا تشعر بتنوع مهام لاعبيها فالمدافع يمكنه ان يسجل هدفا والمهاجم يمكنه ان يدافع عن مرماه، وعندما يستحوذ ويسلي سنايدر على الكرة لا تعلم ان كان سيسددها بقدمه اليمنى أم اليسرى، ومثله آريين روين والذي يوهم الحكام دائما بأنه «مسكين»، ومستهدف من قبل الخصوم لكنه في الداخل لاعب شرير بانطلاقاته، واذا كان هناك «بطل» للتفوق الهولندي فهو المدرب بيرت فان مارفييك بعدما نجح في توظيف لاعبيه نحو النجاح في كل مباراة، وأثبت أنه مدرب حكيم عندما حذر لاعبيه من الاستخفاف بالخصم لأنه حسب رأيه ان لاعبي أوروغواي خرجوا على قيد الحياة من مباراتهم السابقة امام غانا.
سجل القائد جيوفاني فان برونكهورست الهدف الاجمل في البطولة وارتطمت كرته في القائم وسجل سنايدر الهدف الثاني ولمست كرته حافة القائم وسجل روبن الهدف الثالث وارتدت كرته الرأسية من أسفل القائم الى داخل المرمى فحتى في «أهدافهم» متفقون.