ناصر العنزي
لا يمكن أن نطلق على ما يقوم به بعض اللاعبين بالسفر الى الخارج لأيام معدودة ثم العودة للعب مع الاندية المحلية أنه احتراف، فالاحتراف الذي نعرفه وتحكمه قوانين «فيفا» لا يكون بهذه الطريقة التي يتدرب فيها اللاعب مع فريقه الجديد لمدة يومين او ثلاثة ايام ثم يصبح حرا طليقا، فأين هي العقود الرسمية وتواريخها ومدتها ومبالغها؟ ولم نسمع يوما ان ناديا اوروبيا ابرم عقدا حتى لو مع مارادونا عندما كان في عزه لمدة اسبوع، ونعلم جيدا ان فترة الانتقالات والتعاقدات تكون في فترتين صيفية وشتوية. ولكن ما يحدث حاليا من تسيب في هجرة لاعبينا المحليين ما هو إلا «التفاف» على الوضع السائد حاليا ولا يخلو من عملية تنفيع بين الاطراف المستفيدة، يكون ضحيتها اللاعب نفسه والذي يدفع من جيبه للنادي الذي يرغب في الالتحاق به من اجل استخراج بطاقة دولية كما علمنا، فهل يوجد اكثر من هذا الابتزاز؟
نحن مع تأمين اللاعبين لمستقبلهم لكن ليس بهذه الطريقة فهم بدأوا ومازالوا هواة، ولأنديتهم حق عليهم في التفاوض، والانتقال، وحق آخر بالحصول على حصة من العقد المالي إذا كان هناك اصلا عقد بين اللاعب وناديه الجديد. واستذكر هنا حادثة انتقال لاعب كاظمة السابق نهار السعيدي إلى النصر السعودي في عام 1998 والتي عشت تفاصيلها من بدايتها حتى نهايتها، وأوصت حينذاك لجنة شؤون اللاعبين في الاتحاد الدولي (فيفا) بحصول كاظمة على حصة وصلت إلى 400 الف دولار من قيمة العقد تحت بند «رعاية واهتمام»، رغم ان السعيدي لم يكن مرتبطا بعقد احتراف مع كاظمة.
نتمنى ان تتوقف مثل هذه الهجرات وان تكون للاندية المحلية تحركات ملموسة تحد من هذه الظاهرة غير المشروعة، وتبصم على ميثاق شرف يمنع انتقال اللاعبين المعنيين الى ناد غير ناديهم، وان تكون عملية الانتقال وفق اللوائح والنظم الداخلية حفظا لحقوق اللاعب والنادي بالتساوي والتراضي. وسلامتكم.