في السابق كان السؤال الشائع بين الجماهير والمهتمين بالشأن الكروي هل أنت قدساوي أم عرباوي؟ أما الآن وتحديدا في السنوات الـ 3 الماضية فقد تحول السؤال الى «هل أنت مع التكتل أم مع المعايير؟» ولم أكن أعلم ان مثل هذا السؤال أخذ في الانتشار بين الجماهير كانتشار النار في الهشيم، إلا عندما سألني ابني الصغير عبدالرحمن (12 عاما) فقلت له كي لا «ألوث» ثقافته الكروية البسيطة التي ترى في شخصيات رياضية ولاعبين محليين مثلا أعلى لها «أنا يا ولدي مدريدي» فارتفعت معنوياته لأنه ايضا من أنصار رونالدو وكاكا وهيغوين وراوول وكاسياس.
ما الذي دفع مثل عبدالرحمن وغيره في سنهم الصغيرة الى طرح مثل هذا السؤال الخطير؟ نعم ان فيه من الخطورة ما يبعث على الخوف، الخوف من ان يتربى هذا الجيل الناشئ على الانقسام فتكون الرياضة في نظرة تكتلا وأحزابا وشيعا ومعايير ومحاكم، فنحن الكبار نتفهم هذه المشاكل ونعلم «خوافيها» وما تخبئه الأنفس أما هؤلاء الصغار فهم يريدون كرة نقية من المشاكل، فما ذنبهم ان كرتهم معلقة بين الاستمرارية والإيقاف؟ فالقدساوية منهم على سبيل المثال يحبون الشيخ طلال الفهد وفواز الحساوي وبدر المطوع واحمد عجب ونواف الخالدي وحسين فاضل ومساعد ندا ومحمد ابراهيم والمشجع هيثم رمضان، فاتركوهم يشجعون فريقهم بسلام، لِم نحرمهم حقهم بداعي «تكتل ومعايير»؟
ها هو منتخبنا الأزرق تأهل بعزيمة كويتية الى نهائيات كأس آسيا المقررة في الدوحة يناير 2011، ويتحدث البعض «تو الناس» عن البطولة، لا.. فالأيام تمضي سريعا ومن ثم سنجد المنتخبات تتوافد على الدوحة، واذا لم نحسم أمورنا مبكرا فمن الممكن ان نجد منتخبنا خارج النهائيات، لأن اتحاده لم يلتزم باللوائح الدولية، ويكفينا لجان انتقالية فلسنا بحاجة الى رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام لكي يكون وصيا على اتحادنا، واذا لم نختر نحن ممثلينا ورئيسنا الشرعي عبر الانتخاب فلا خير فينا وليستمر عبدالرحمن ورفاقه بسؤالهم «هل أنت تكتل أم معايير؟».
أخيرا سيقول متحذلقون لماذا لم تجب انت مع من؟ وجوابي لمن لا يتقن القراءة بين السطور أنا مع «التكتل» في انتخاباته وجمعيته العمومية والتزامه بالمواثيق الدولية، والتمسك بتعاليم الاتحاد الدولي «فيفا» واتباع قوانينه ومع «المعايير» في التطوير واستنباط لوائح جديدة والحرص على إيصال «المرشح» المناسب للكرسي المناسب. وسلامتكم.