ناصر الخالدي
هناك أناس يستحقون ان تكتب مواقفهم بمداد من الذهب على صفحات من نور وهناك أناس لا يستحقون ان تكتب لهم أي مواقف، فأهل المطالب الإنسانية والوقفات الصادقة لهم منا كل احترام وتقدير بل ونطالبهم بالمزيد من أجل ان نرتقي بحياتنا الى الأفضل وكل مطالبة تكون من دافع الحرص والخوف على مصالح الناس تستحق ان تشكر، أما الذي يعطل مصالح الناس ويحسدهم على ما أعطاهم الله من فضله فلا يستحق الذكر.
الطفولة المشردة
في الوقت الذي ينعم أطفالنا ولله الحمد بالهدوء والاستقرار، هناك أطفال مسلمون يموتون من الجوع والعطش، يموتون من قسوة الزمن وجفاف الطقس، أطفال شردتهم الدنيا في بقاع الأرض عرايا لم يلبسوا غير جلودهم، وعطشى لم يشربوا إلا من أثداء أمهاتهم فليتذكر الجميع ان هؤلاء المساكين يبحثون عن معين يخفف عنهم حجم المأساة الواقعة عليهم.
عندما يتكلم الصمت
كثيرا ما تأتي العاصفة من خلف كواليس الهدوء وكثيرا ما تسقط الكلمات من غيوم الصمت وهكذا عندما يحرم واحد منا من نعمة النطق ويستخدم لغة الإشارة فهو بلا شك يعود الى الحياة بفرصة أخرى تؤهله للنجاح والتقدم ولكن قلائل هم الذين يدركون هذه الحقيقة وكل ما نتمناه هو إعطاء دورات لتعليم لغة الإشارة حتى يستطيع الأصم التواصل مع المجتمع، فكثير من الوزارات لا تعطي اهتماما وأولوية لمثل هذه الفئة بل حتى في بعض الأماكن الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة لا تجد من لديه إلمام بلغة الإشارة والخافي أعظم.
رسالة إلى من يهمه الأمر
عندما ننتقد أفعال وتصرفات وقرارات البعض لا نقصد التقليل من شأنهم أو مهاجمتهم ولا ننتقد أشخاصهم بل ننتقد طريقة العمل التي يقومون بها وكل هذا من أجل ان يستمر التعاون والنقد الهادف البناء لنوفر الوقت ونقلل الجهد ولكن المشكلة اننا وصلنا الى درجة عالية من الحساسية حتى ان هذه الدرجة تعدت درجة الحرارة فأتمنى ان تخف درجة الحساسية.
الحرب لا تجر إلا الويلات
الضياع والتشرد هو نتاج الحروب على مر الأزمنة والعصور، فليست هناك فائدة من وراء الحرب وإن قامت من أجل السلام والحرية ومن أجل إعطاء الشعوب حق الحياة، فلا نتوقع ان تجلب لنا الحروب الرقي والازدهار ولا نتوقع ان تساهم في رفع دخل الفرد واستقراره، بل كلنا يعلم ان المعارك السياسية سبب الانهيار الاقتصادي لكثير من الدول واذا كان الاقتصاد يمكن تعويضه مع الأيام فإن الذي لا يمكن تعويضه هو الإنسان، فما أجمل السلام! وما أعذب الأمن والأمان!
تذكر
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت تذكر ان الله سيبدلك سرورا وحبورا مكان الضيق والكدر ولو كان ما كان فنحن ضعفاء والقوي هو الله فلا تحزن وتذكر رحمة الله إذا دارت عليك الدوائر وأراد الأعداء تحطيمك، استعن بالله ولا تهتم فوالله لن يصيبك إلا ما قد كتب الله لك.
الجنون
في كثير من الأحيان تكون في قمة العقل عندما يتهمك الناس بالجنون واللامبالاة لأن هناك أناسا لا يريدون إلا البقاء في مستنقع الجهل ولا يقتنعون بالحقيقة فلا يريدون إلا العيش في دنيا الخيال احذر ان تكون منهم.
هكذا قال علي الطنطاوي
«لما كنت في رحلة المشرق وامتدت بي تسعة أشهر تباعا كنت أفكر في بناتي: هل عراهن شيء؟ هل أصابتهن مصيبة؟ ثم أقول لنفسي: يا نفس ويحك هل كنت تخافين لو كان معهن أخ يحنو عليهن أو جد يحفظهن فكيف تخافين والحافظ هو الله، ولو كنت أنا معهن هل أملك لهن شيئا إن قدّر الله الضر عليهن؟ فلا ألبث ان أشعر بالاطمئنان.