ناصر الخالدي
في الوزارات والدوائر الحكومية هناك بعض الموظفين من ضعاف النفوس نسوا كل ما تعلموه من اخلاق وظيفية ومبادئ وقيم وتجاهلوا كل النصائح الثمينة التي سمعوها ومرت الكلمات على مسامعهم مرور الكرام، لم تؤثر بهم المواقف ولم تردعهم القوانين، قست قلوبهم حتى صادرت الحياة عندهم مادية، لا معنى ولا قيمة لها الا بالمال، وحتى لو جاء المال من طرق ملتوية، المهم ان يأتي المال، هؤلاء هم انفسهم الذين تعطلت مصالح الناس بسببهم وهم انفسهم الذين يأخذون الرشوة من اجل تخليص المعاملات علما أن القيام بالعمل على أكمل وجه هو واجب الموظف، فأين مراقبة الله عز وجل، اولا يدري هذا الموظف ان الله مطلع عليه يراه في وظيفته وحين يخرج منها ويراه في الصباح والمساء وفي كل وقت؟ فأين عقول هؤلاء المرتشين؟
الرشوة ظاهرة بدأت تتفشى وللاسف الشديد في كل مراكز الدولة وهذه حقيقة يعرفها الكل ولكن البعض يتغاضى عنها، فهل يخفى على المسؤولين ما وصلنا اليه من تميز في تخليص امور الناس؟ فهناك اناس يريدون الا تتعطل مصالحهم ولهذا تجدهم «يتنططون» يبحثون عن موظف او موظفة، المهم ان يكون معطل الضمير قليل الوعي والدين يقدمون له الهدايا الثمينة ويعرضون له العروض المغرية حتى يزول العطاء الخارجي والداخلي للضمير وتتهشم جمجمة هذا الضمير ويموت على الفور لتنجز المعاملة وتنتهي الامور وكأن شيئا لم يكن ويعتاد «ميت الضمير» على هذا الوضع فيصاب بمرض الهدايا ويصبح شعاره في عمله «الهدية مقابل انجاز ما تريد»، وشتان ما بين الرشوة والهدية فبينهما بون شاسع، فالهدية لا تترتب عليها مصالح وحاجات ولاتقبل من شخص له عندك مصلحة، فهي اي الهدية حتى يزداد الود وتتعمق جذور المحبة والتواصل ويحصل الود والانسجام فما هي حاجة الموظف لمحبة المراجع وهو يراه اثقل من جبل أحد على قلبه.
فعلى كل موظف وموظفة الحذر كل الحذر من مغريات الحياة لأن المغريات تزول ويبقى الضمير ولا يمكن ان تشتري ضمائر الاوفياء ولو دفعت كل ما تملك، على انك تستطيع ان تشتري ضمائر الخائنين بأبخس الاثمان، ولا ينسى الموظف ان تقديره يزداد وقيمته ترتفع اضعاف ما يتصور عندما يشمخ بوجه المغريات، ولا ترتفع هذه القيمة عند المسؤول فقط بل ترتفع ايضا عند ملك الملوك، ويكتب ضمن قائمة الشرفاء فهنيئا لاصحاب الضمائر النزيهة هنيئا لمن سمت نفسه وتهذبت اخلاقه، وهنيئا لكل موظف وضع مصالح الناس نصب عينيه وساهم في تخفيف المعاناة عن المراجعين ولاتزال ترى بعض الموظفين عندما تأتي اليه تجده مبتسما متعاونا لآخر درجات التعاون حتى انك تحتار وتشك في الامر تسأل نفسك هل يعرفني؟ وهو لا يعرفك ولا يدري من انت ولم يلتق بك من قبل، لكنه عرف واجبه وادى الامانة على اكمل وجه.
جولة
عامل الناس كما تحب ان يعاملوك ولا ترض بظلم احد ولا تنتظر من يراقبك، راقب نفسك بنفسك ولا تسكت اذا رأيت ظلما او تقصيرا فهناك ضعفاء لا يستطيعون نصر انفسهم فلا تتخل عنهم حتى لا يتخلى الله عنك في الشدائد.