ناصر الخالدي
تحية طيبة وبعد: الأخ العزيز الشيخ صباح الخالد، أعلم جيدا أن أشغالك وارتباطاتك كثيرة وأعلم أنك حريص على الاستماع لمشاكل الآخرين وإيجاد الحلول المناسبة لها، وأعلم أنك تحاول جاهدا أن تطور وزارة الشؤون بقدر المستطاع، وأنك تبذل كل ما بوسعك من أجل الإصلاح والتطوير، وأنك في بعض الأحيان تجلس في مكتبك إلى منتصف الليل وقد قابلتك قبل عام تقريبـا وكان اللقاء في الفترة المسائية والحق يقال فقد لقيت منك كثيرا من الاحترام والتقدير، وفي ذلك اللقاء أخبرتك عن معاناة النزلاء في مجمع دور الرعاية وأن الإهمال والتقصير في هذا المجمع وصل إلى درجة لا تحتمل وأن بعض المدراء لا يأتون سوى مرة واحدة كل أسبوع، بل ومتأخرين عن الدوام، وتبادلنا أطراف الحديث ليس عن دور الرعاية فقط بل عن وزارة الشؤون وعن العمل التطوعي وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سعة صدرك وحبك للعمل ولهذا أكتب مقالي هذا لأني والله يا بوخالد أحبك في الله.
الأمر الذي أريد الكتابة عنه هو موضوع اللائحة التنفيذية لقانون المسنين الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع لما فيه من مصلحة وخير لكبار السن الذين مهما عملنا سنبقى مقصرين في حقهم، ومع هذا فالقانون إلى اليوم لم ير النور ولم يصدر فيه قرار، علمـا أن كل من يقابلك يشيد بتوجهاتك التي تخدم أصحاب الاحتياجات الخاصة، إلا أن هناك في الوزارة من يعرقل عملية التنمية والتطوير ومنهم من يسعى لمصالحه الشخصية ومصالح من يحبهم ويحبونه وهذه السياسة هي سياسة الضياع.
نتمنى على الأخ الوزير الشيخ صباح الخالد التدخل العاجل فيما يخص موضوع دور الرعاية ليتفقده بنفسه، فالمجمع قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر في أي لحظة من اللحظات، ولا أتكلم فقط عن المباني والأجهزة بل أتكلم وبصراحة ودون خوف أو خجل أو مجاملة عن الكفاءات الموؤودة في المجمع وعن بعض الذين لا يستحقون أن يكونوا موظفين عاديين، فكيف يكونون مدراء؟ ولا ننكر جهود الإخوة الأعزاء المخلصين الذين يعملون الليل والنهار، إلا أن هؤلاء ضحية هذا المجمع .
أما اللائحة التنفيذية لقانون المسنين فنحن على ثقة بأنها سترى النور إلا أننا نتمنى أن تكون في عهدك، خصوصـا أن القانون يحمي شريحة عزيزة على قلوبنا والاستعجال فيه يقطع الطريق على بعض الذين يبحثون عن أي خطأ أو تقصير حتى ولو كان لا يذكر.
هذه الكلمات أكتبها بقناعتي الشخصية لا ثورة ولا إثارة للمشكلات، وقد كنت أنوي التحدث عن مجمع دور الرعاية وعن الجمعيات التعاونية وعن الكثير والكثير إلا أنني لا أريد الإطالة، ويكفي أن أتكلم عن المجمع وقانون المسنين.
أخيرا، هذا ليس أول مقال أكتبه عن وزارة الشؤون وقد كتبت قبل أيام رسالة واضحة وضوح الشمس للأخ وكيل الوزارة محمد الكندري ولم يصلني أي رد أو تعقيب وكتبت من قبل أيضـا ونفس الذي كان يكون فلماذا هذا التجاهل؟ علمـا بأني لا أكتب هكذا وعندما أكتب أختار الموضوع بعناية وأنتقي العبارات والكلمات بحذر شديد، ليست شطارة مني ولكن احترامـا وتقديرا للقراء الأعزاء الذين يتواصلون معي بشكل دائم ومستمر، لذا لا نطلب أكثر من الاهتمام بما نكتب ونحن على ثقة كبيرة بأننا سنجد هذا الاهتمام من الأخ الوزير.