ناصر الخالدي
يبكي الطفل الصغير على ضياع لعبته بكل حرقة وتتساقط دموعه وتنهمر بغزارة، حتى وإن كانت اللعبة متهالكة أكل الدهر عليها وشرب، وتبكي الزوجة على زوجها وتعتزل الحياة فترة من الزمن وتغيب خلف الغروب تندب حظها العاثر وتسود الدنيا في وجهها حتى ولو كان الزوج مليئا بالعيوب وكذلك الأم عند غياب ولدها، وهكذا يبكي كل من غاب له حبيب أو خسر شيئا ثمينا، وليت الدموع تأتي بنتيجة فقد جربت أن أبكي وأنتحب وأصرخ وحتى هذه اللحظة لم يعد أي واحد من الذين بكيتهم في حياتي وكل هؤلاء يبكون وينتحبون لأنهم ذاقوا الفقد واكتووا بناره وجربوه على حقيقته فلم يجدوا فيه غير الألم وهل يوجد بالفقد؟ إلا الألم فيا رب خفف عنهم لوعة البعد.
هذه مقدمة استلهمتها وأنا أشاهد مثل أي عربي صور الظلم والإبادة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني صورا لا يليق بها غير تعليق واحد «حقوق الإنسان في سبات عميق» وتسيل الدماء وتتفطر قلوب الأمهات وتتقطع حزنا وكمدا وتطارد الدبابات طفلا وحيدا وتلاحق الرصاصات الطائشة شيخا عوزا هذه حيلة الجبناء، الذين استوطن الخوف بأنفسهم فلم يجدوا إلا الحرب على الأطفال وهؤلاء هم أطفال فلسطين تطالعهم عيون الموت فلا تزيدهم إلا شجاعة واستبسالا.
ولكن معذرة يا أطفال غزة فلسنا مثلما تتوقعون، فهناك اختلال بداخلنا وانهزام لا مثيل له وصرنا لا نعرف إلا النظر إلا عدوكم وهو يتفنن في إيذائكم ثم نصرخ «والله حرام» ونتشجع ونقرر إقامة مهرجان خطابي ثم «ننام» ونستيقظ وكالمعتاد متأخرين ونركض نسابق الساعات لنصرتكم بمهرجان خطابي ومسيرة حماسية وأناشيد وطنية وهذه حالتنا منذ سنوات، فعذرا لا تنتظرون منا أكثر من ذلك.
من أنا في عالم الصحافة الذي يزخر بأعمدة راسخة لها وزنها وقيمتها بالتأكيد وليس من باب التواضع ولا من شباك المجاملة نقطة في بحر مع هذا سعدت كثيرا برسائل الأحبة من لبنان وأقدر ما احتوته الرسائل من مشاعر لا يختلف جمالها عن جمال الشعب الأصيل ولهم أقول «شكرا جزيلا».
ترقبوا وعبر جريدة الأنباء لقائي مع رجل الأعمال السعودي نجيب الزامل أحد أبرز الكتاب الصحافيين في المملكة العربية السعودية اللقاء سيدور حول الإلحاد لأنه وللأسف يشك البعض ولا مجال للشك فكل شيء يدل على أن للكون إلها.