ناصر الخالدي
ليس سرا أن الكثير من الدول تغبطنا على الديموقراطية التي نتمتع بها ولكن هناك فرقا كبيرا بين الوقاحة وعدم المسؤولية والديموقراطية وإذا كان الإنسان حرا فيما يقول وفيما يعتقد فإن لهذه الحرية ضوابط معينة يجب على كل إنسان بلا استثناء أن يعمل جاهدا على احترامها حتى ينعم بالاحترام وعليه أيضا ألا ينفعل ويتسرع فيما يقول لأنه كما يقولون «في العجلة الندامة وفي التأني السلامة».
عاشت الحياة البرلمانية الكويتية في الأيام القليلة الماضية حالة من الصراع والتشنج وحسم الأمر بحكمة وحنكة العود الذي اسأل الله أن يلبسه ثياب الصحة والعافية وأن يسدد خطاه لكل ما يحب ويرضى، وأظن أن حل مجلس الأمة قرار صائب لا يختلف عليه اثنان لأننا شاهدنا هبوطا لم نعهده من قبل في كافة المستويات وكأن الأمور باتت فقط مصالح شخصية وتصفية حسابات دون أدنى اعتبار للشعب الذي ينتظر بفارغ الصبر من يخلصه من كثير من المشاكل الواقعة عليه وكل أزمة تحل بهذا الشعب لا نجد سوى التصريحات النارية والكلمات الجماهيرية والوعود التي لم نر منها شيئا.
نقدر جهود أعضاء مجلس الأمة ونشكر حرصهم وحبهم للوطن ولكن نقول للبعض ان الحب ليس كلمات تقال وإنما أفعال وتضحيات، والوصول للبرلمان ليس نجاحا ولكن النجاح أن تحظى باحترام الشعب الذي اختار بإرادته أن تكون من يمثله من بين عشرات الأعضاء.
أعتقد انه متى ما استطاع النائب أن يحافظ على هذه الثقة فإنه ناجح يستحق الاحترام وأما أن تتحول المسألة إلى طائفية وقبلية ومصالح شخصية فهذا هو الهبوط الحاد الذي لا حل له إلا أن يعي الشعب أن المستقبل يكمن في اختيار الأعضاء المناسبين لأن المرحلة القادمة لن تكن سهلة على الإطلاق فالمخاطر والتحديات تحيط بنا من كل الاتجاهات ولا سبيل للخروج منها إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم بوجود رجال يستطيعون تحمل المسؤولية ولا يكون همهم الوجاهة وجمع المال.
وكنا الحقيقة نأمل ونتمنى أن تهدأ الأمور وتسير على ما ينبغي لها أن تسير عليه ولكن لا مجال لنا الآن إلا المواجهة وعلينا أن نتعلم من الماضي ولنفتح الدفتر ونستحضر بعضا من الدروس المهمة حتى نحسن الاختيار فقد سمعنا كلاما ما أحلاه وصار عندنا إشباع وصل لدرجة الفيضان في الانتخابات الماضية عندما كان كل مرشح يتكلم عن العدل والمساواة وعن المعاقين وعن المسنين وعن البدون وأبناء الكويتيات وعن القروض والمعسرين وقضايا التعليم والتربية والصحة والإسكان وتمت مناقشة كل القضايا بأحدث الوسائل والأساليب وقلنا «يا بخت الديرة» بهؤلاء «البشوات» ولكننا صدمنا وذهلنا وصعقنا عندما لم نشاهد إنجازا يذكر لأسباب كثيرة أهمها أن كثيرا من أعضاء مجلس الأمة لا توجد عندهم الثقافة الكافية ولا توجد عندهم النظرة المستقبلية وليس باستطاعتهم أن يحملوا هموم الأمة ومشاكلها.
لهذا فعلى كل مواطن أن يجلس مع نفسه ويفكر في أن الاختيار هو المستقبل وأن الشخص الذي يخذلك مرة سيخذلك كل مرة وأن الوطن الذي نعيش فيه وننعم بأمنه ودفئه لا يحتاج منا الى هذا الصراع وعلينا أن نسأل أعضاء الأمة لماذا كل هذا التقاتل؟ إن كان من أجل المواطن فإننا لا نملك إلا أن نهنئ المواطن الكريم ونسأل ماذا استفاد المواطن من المجلس السابق؟
ولا شك في اننا في المرحلة القادمة سنستمع إلى ندوات جماهيرية وسيتحفنا الاخوة المرشحون بندوة كل يوم وسنرى شعارات وأفكارا دعائية غير مسبوقة و«شبيك لبيك كل ما تريد بين يديك»، لذلك علينا أن نقاوم كل هذه المغريات ونختار بعقلانية وأن نرشح من نقتنع بأخلاقه وأمانته وفكره، والحقيقة استغرب من بعض المرشحين الذين بدأوا في إجراء الاتصالات وزيارات الدواوين مع أن بعضهم لم يكن يرد على الهاتف ولا يزور الناس إلا في المواسم، لذلك لن أتردد في كشف المستور وسأقول كل ما عندي وأرجو أن يتفهم البعض صراحتي.