ناصر الخالدي
مازالت فرق البلدية التابعة للجنة التعديات على أملاك الدولة تعمل بكل ما أوتيت من قوة لإزالة الدواوين والحدائق والخيام وكل ما يعتبر تعديا على أملاك الدولة، ولعل قرار الإزالة لم يكن كما يتصور البعض من حيث الضعف في التطبيق، فقد جاءت الضربة قاضية لتبدأ بإزالة دواوين نواب وشخصيات مهمة لتكون رسالة للمواطن البسيط «شيلها قبل لا نشيلها» ولا أعتقد أنه تضرر من قانون الإزالة من حيث الهدم والتكسير إلا من لم يستجب لإنذار البلدية، لأنه تم توزيع ملصق إنذار على كل ديوانية مخالفة ومن تفاعل مع هذا الإنذار نجا من الهدم والتكسير، أما من تجاهل فلا شك في أن جرافات البلدية كانت له بالمرصاد ليطبق القانون على الجميع.
ورياح الإزالة التي هبت كانت فاتحة خير على كثير من أصحاب محلات الحدادة والنجارة وفائدة كبرى لكثير من العمال الذين يبحثون عن فرص عمل كما أنها كانت مناسبة لارتفاع أسعار العمال وسيارات النقل، إلا أنها وبالتأكيد لم تكن بالنسبة لأصحاب الدواوين إلا «كابوسا» ولعل المتضررين من قرار الإزالة مازالوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويتجمعون بنفس المكان الذي كانت عليه الديوانية ليجلسوا في الهواء الطلق مما يسبب مشاكل اجتماعية وخصوصا مع الجيران.
الكثير من الأسئلة باتت تطرح بعد قرار الإزالة ولعل أبرز هذه الأسئلة هو هل سيتم إقرار قانون يسمح ببناء الدواوين وفق ضوابط معينة؟ يعني على سبيل المثال بإيجار سنوي وبمساحات معينة لأننا في الحقيقة اعتدنا على أن تكون الدواوين مكان يجمعنا في السراء والضراء ولم نتعود على مخالفة القانون والإصرار على الخطأ ولذلك فإن أغلب الدواوين تمت إزالتها بإشراف أصحابها بل حتى قانون الإزالة قد يوافق عليه البعض بشرط أن يطبق على الجميع وبعد أن تم تطبيقه على الجميع نتمنى إقرار قانون يسمح من خلاله بناء الدواوين وفق الشروط التي تراها الحكومة مناسبة فالحكومة أبخص المهم والشعب يستاهل.
الجدير بالذكر أن مجموعة من الشباب كانوا يجتمعون يوميا في خيمة أمام المنزل وهذه الخيمة مكان للفضفضة والتعبير عن الآراء ومزودة بالتكييف والتلفاز، نام هؤلاء الشباب ليستيقظوا فإذا بخيمتهم مع أغراضها على الباب، ويعقد الشباب اجتماعات مكثفة ومشاورات لمعرفة ما إذا كانوا يعيدون نصبها من جديد أو ينتظرون على أمل أن يصدر قرار يلملم جراحهم ويعيد البسمة لهم ونحن نقول: احترام القانون واجب على الجميع.
أخيرا كل الشكر والتقدير للأخ العزيز رئيس لجنة التعديات على أملاك الدولة بمحافظة الفراونية رياض محمد الربيع والشكر موصول لكل الفرق المشاركة بالإزالة لتعاملهم الراقي مع المواطنين.
خالص العزاء والمواساة للاخوة الإماراتيين بوفاة الشيخ ناصر بن زايد آل نهيان ورفاقه ونسأل الله أن يجعلهم من أهل الجنة، وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.