ناصر الخالدي
على الرغم من اننا وصلنا إلى العام 2008 وانتهت عصور الظلام والجهل والتخلف وجاءت التكنولوجيا لتلقي بظلالها الوارفة التي امتدت إلى كل أنحاء المعمورة فتطورت الحياة تطورا لم يكن أحد يتصوره ولو عاد من الأموات أحد وشرحت له نصف ما وصل إليه العالم حتى هذه اللحظة لتمنى أن يعود إلى الموت ثانية لأنه لن يستوعب كل هذا التطور الذي نعيشه اليوم سيارات تمشي على الأرض بأشكال مختلفة وألوان متنوعة وطائرات تطير في الجو بأحجام مختلفة دون أن تتصادم في الجو وسفن تسير في البحر دون أن تغرق وغير ذلك من ظهور الأجهزة الكهربائية التي لا حصر لها، ومن بينها الجهاز الذي للأسف الشديد دمر أخلاق الكثير وأفسد عليهم حياتهم وجعلها تنقلب رأسا على عقب في ظل إدمانهم اللا محدود على مشاهدة كل شاردة وواردة تعرض على هذا الجهاز وتطور العالم فأصبحت تشاهد مئات بل الألوف ومئات الألوف من القنوات التي تعرض كل ما تتوقعه وما لا تتوقعه من إسفاف واستخفاف بعقول بعض المشاهدين الذين يحبون من يضحك عليهم ويدفعون له الأموال الطائلة لأجل ذلك ولهذا تجد العيون مذبوحة من السهر على المسلسلات ومتابعة أخبار الفنانين والفنانات والوقوف على آخر صراعات الڤيديو كليب ثم بعد ذلك يشكون من حياة مادية فارغة من الراحة والانسجام ومن صدور لا تحمل غير الكراهية والإجرام وعيون متحجرة لا تبكي على شيء.
هذا وما انتشر في الآونة الأخيرة أكبر شاهد على انحدار بعض النفوس إلى القاع، فالمسلسل التركي المدبلج الذي أخذ بالعقول وجعل الناس في حالة من الذهول والإعجاب المنقطع النظير حتى أن جدة صديقي التي تبلغ من العمر ما يؤهلها لدخول مقبرة الصليبخات بأسرع وقت ممكن تقوم من نومها مذعورة وتصرخ بأعلى صوتها هل انتهى المسلسل؟ وغيرها الكثير ليس العجائز فقط بل حتى الأطفال والنساء والرجال فيا ليت العقول السليمة لأن العواقب وخيمة وهذه المحاكم تفيض بالقصص العجيبة الغريبة التي سببها هذا المسلسل الذي أفسد على الناس حياتهم، فالزوج ينظر إلى البطلة الممثلة الممشوقة القوام الجميلة الوجه ثم ينظر إلى زوجته وهي في المطبخ أو في وقت تنظيف البيت فيقارن هذه الزوجة النظيفة الطائعة مع تلك الساقطة ثم ينخدع بالقشر ويترك اللب والعكس صحيح ولو رضي الزوج بزوجته والزوجة بزوجها لعاشا في سعادة وسرور وأين هؤلاء من غض البصر وما يترتب عليه من سعادة.
غير هذا كله عندي رسالة لمن شاهد المسلسل أقول لهم هل رأيتم لميس؟ بالله أخبروني عن جمالها وصفوه لي كما رأيتموه قولوا لي عن كل ما رأيتموه وبالله عليكم هل رأيتم مهند؟ هل هو جميل وكيف جماله وسامته أناقته حلاوته وملاحته ثم بعد ذلك اسمحوا لي أن أسألكم كيف تتوقعون الحور الحسان بجنة الرحمن؟ والله إنها تسبي العقول حلاوة فاخطب من الرحمن حورية ما رأت العين مثلها وقدم مهرها مادمت ذا إمكان وأشهد الله أنني زاهد بما رأيتم كل الزهد واني لكم ناصح ومحب وإلا فكلنا ذوو اخطاء وخيرنا التواب.