حزنت من كل قلبي أكثر من مرة، أصدقها كانت عند وفاة جدي، رحمه الله، حيث كنت متعلقا به كثيرا وآخرها على ضياع «درازن» من أجيال المستقبل الذين لا هم لهم إلا اللبس وتسريحة الشعر وطلعة الخميس والغز على شاطئ البحر والنوم على الكيبورد من أجل تفاهات لا تسمن ولا تغني من جوع وهل بعد هذا الحزن حزن؟ إنها مأساة بكل ما تحمل الكلمة من معنى أن يكون لدينا شباب بلا عقول، فقط مجرد أجسام هائمة على وجه الأرض، وهذا الأمر يستوجب تدخل الجهات المسؤولة فمن غير المعقول أن نقف مكتوفي الأيدي. الهيئة العامة للشباب والرياضة يجب أن تكون لديها خطة لاحتواء الشباب بالشكل المناسب وبطريقة حديثة تتناسب مع التغيرات التي يشهدها هذا العصر، فالهيئة دورها أكبر مما يتصور البعض وهذا نداء إلى الأخ العزيز فيصل الجزاف الذي لا أشك في إيمانه بأهمية هذا الموضوع وقد تناقشت معه في أحد اللقاءات حول هذا الموضوع ولمست حرصه على متابعة هذا الموضوع، فنحتاج إلى أن نترجم الأقوال الى أفعال.
أن تبحث في أخطاء الناس وعيوبهم سهل جدا أن تكتشف مليون خطأ، والأسهل من هذا كله أن تبحث في أخطائك التي لا نهاية لها، فتوقف عن مراقبة الناس، هذا ما أقوله وأنا أشاهد بعض الذين لا هم لهم إلا تتبع عورات الآخرين وكأنهم يريدون أن يصبح البشر مثل الملائكة، مع أنهم أشد الناس حماقة وأكثر الناس وقاحة ولكن لا حياة لمن تنادي.
رائع أن تعثر على كنز ولكن الأروع من هذا كله أن تعثر على صــــديق يخلص لك مدى العــــمر ثم يـــقف على قبرك ويدعو لك بالمغفرة والنجاة من النار، أما أصدقاء المشاوير والجلسات الليلية والوعود الكاذبة فهم مجموعة مصائب تقع على رأس الإنسان حين معرفتهم.
من يملك شجاعة الاعتذار يستحق الإشادة والاحترام، أما من يتخذ من اللف والدوران سياسة للمكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ فهذا أبعد ما يكون عن الشجاعة وتحمل المسؤولية، وكم نحن اليوم بأمس الحاجة إلى أن نسمع كلمة اعتذار من الذين أصبحوا يعبثون بشكل مستمر بمستقبلنا من خلال بعض الممارسات الخاطئة فكفى عبثا.
بالأمس اتصلت بالأخ د.صلاح المضحي وكان الحديث عن مشاكل وهموم البيئة خصوصا منطقة أم الهيمان التي تحاصرها الغازات من كل اتجاه نتيجة بعض الممارسات الخاطئة من قبل الشركات التي لا تلتزم بالقوانين والنتيجة إصابة الكثير من الأطفال بأمراض خطيرة، ومنذ سنوات ونحن نتخذ شعار «عمك أصمخ» لكن الذي أعجبني أن المضحي كان يملك حلولا جادة تحتاج إلى تطبيق لإنهاء هذه المشكلة.
حتى لا ينتهي زمن الحب وحتى لا يضيع الود حاول أن تمنح الحب للجميع كن متسامحا حتى تستمتع بكل لحظة من عمرك.
[email protected]