ما حدث خلال الأيام الماضية في الكويت أمر مثير للجدل والاستغراب، ففي الوقت الذي نتطلع فيه إلى مستقبل تسوده مشاعر الحب والإخاء وتصاحبه نهضة وبناء، خرج لنا من ينادي بتقسيم الكويت إلى فئات بدوي وحضري، خارج السور وداخل السور، كلمات لم نفهمها ومصطلحات لم نعرفها لأننا في عام 1990 عندما اجتاحتنا القوات العراقية لم يُسأل الواحد منا يومها أنت بدوي أم حضري؟ كنا جميعا سواسية وهذا هو المفترض لأننا ببساطة أهل وأخوان وجيران وحبايب، لكن الفتنة لعن الله من أيقظها ليضعف النفوس ويقتحم الصفوف وهيهات له هيهات ان يصل إلى المطلوب فالعقلاء في هذا الوطن يعرفون كيف يعالجون الأمور ولكن لابد من معاقبة المسيء ورد إساءته ولابد من ضبط الجهاز الإعلامي، فلا بارك الله في حرية تسبب آلاما وجروحا، ولا بارك الله في شجاعة أساسها الظلم والجور.
هذه فتنة ولدت من ورائها فتنة أخرى بين الشيعة والسنة تفاصيلها إعلان من المركز الدعوي «وذكر» بأن قال إن يوم عاشوراء يوم فرح وسرور وبهذا فرح المتربصون أشد الفرح وراح الواحد منهم يضرب على وتر الوحدة الوطنية من أجل حاجات أخرى، وإن كنا لا نؤيد عبارة يوم عاشوراء يوم فرح وسرور إلا بتفسيرها لأنها حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن نجى الله موسى عليه السلام في هذا اليوم ونبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحق بموسى وأما مقتل الحسين، فلعن الله من قتل الحسين رضي الله عنه فنحن والله نلعنه لعنا كبيرا ولا أحد من أهل السنة والجماعة يختلف على فضل الحسين وورعه ويكفيه فخرا وشرفا ومجدا ورفعة أنه من آل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا إفراط ولا تفريط ولابد من تحكيم العقل والمنطق وتبادل الاحترام وعدم التربص لمجرد اتباع الهوى، فالحق أحق أن يتبع فمحبة آل البيت شرف ليس كمثله شرف، وما أجمل المحبة عندما تكون بالاتباع لا بالابتداع!
خلاصة القول إن دولة صغيرة بحجم الكويت تحيط بها الكثير من الأخطار الإقليمية وفي داخلها العديد من القضايا الحساسة والعالقة في شتى المجالات لاسيما في هذه الفترة التي يشهد العالم فيها العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها من المشاكل تحتاج منا أن نكون على قلب واحد حتى لا ندمر هذا الوطن بخلافاتنا، فالصراعات لن تبني لنا مستشفى ولن تشيد لنا جامعة، كما أنها لن تقوي لنا اقتصادا ولن تدشن لنا مشروعا جديدا، هي فقط تحطمنا مثلما فعلت بغيرنا من الذين تنازعوا واختلفوا إلى أن أصبحوا عبرة لمن يعتبر.
أيها الأحبة الكرام نحن في رفاهية ورغد، فنعم الله علينا لا تعد ولا تحصى وكل هذه النعم تحتاج إلى أن نشكر الله عليها فنعمل جاهدين على مكافحة الفساد ونشر الخير والعمل على التواصي بالحق دون أن نتخاصم ونتناحر لنكون على قلب واحد.
[email protected]