يقول: بينما كنت خارج البلاد لقضاء اجازة في احدى الدول العربية اتصل بي ولدي الأكبر وأخبرني انه اكتشف ان سايق البيت (سكران) وبحالة غير طبيعية، وطلب مني حينها كيفية القيام بالتصرف السليم والقانوني معه، وبعد توجيهه قام بالاتصال بغرفة عمليات وزارة الداخلية طالبا منهم النجدة والتدخل بإلقاء القبض على السائق السكران واقتياده لجهة الاختصاص لاتخاذ ما يلزم بشأنه.
وأضاف: انتظرت بفارغ الصبر معاودة اتصال ابني ليخبرني بنتيجة استعانته بالعين الساهرة ويطمئنني بقيام الشرطة بواجبهم بإلقاء القبض على هذا السائق وإبعاده عن البلاد وقبلها عن أفراد أسرتي ويطهرون بيتي من دنس هذه الأشكال القذرة تطهيرا.
لكن وبعد طول انتظار اتصل ولدي يخبرني برد وزارة الداخلية ممثلا بضابط مخفر منطقتنا والذي يفيد بعدم قدرته والعسكر المناوبين على الحضور الى البيت وإلقاء القبض على السائق السكران! معللا ذلك بدخول (وقت تبديل الزام)! وحتى لا يشتد الأمر سوء بكل ابعاده المتوقعة، استعان ولدي من بعد الله بشباب الجيران واقتادوا السائق الى المخفر وتمكينه الامتثال امام الضابط المسؤول الذي رفض القيام باتخاذ أي إجراء ضد السائق وان المخفر لا يستطيع التعامل مع مثل هذه الحالات ويستوجب عليهم العودة من حيث أتوا!
يكمل: الى هنا قد يكون تصرف الداخلية مفاجئا وغريب لنا لكن ان يتحول موضوع السائق السكران ومسؤولية بقائه بعهدتنا لحين إلغاء إقامته وتسفيره، فهذا امر غاية في الخطورة خاصة بعد ان (كشفنا الراس) امام السائق و(جرجرناه) عنوة الى المخفر واظهار نيتنا بالتخلص منه عن طريق القانون أو السلطات المختصة وأفشل المخفر تلك المساعي، حينها انقلب الموضوع واستبسل السكران علينا بعد ان استوعب الموقف وفشلنا بالاستعانة بالعين الساهرة وكأن لسان حاله يقول (خبز خبزتيه يا الرثله أكليه) لذلك كان موقف ولدي لا يحسد عليه و(توهق) بالخطة التي ارشدته اليها ليسألني عن كيفية التصرف بهذا السكران، فالعودة به للبيت يعتبر مشروع جريمة، وتركه بالشارع قد يدخلنا نفقا مظلما يتسيد علينا هذا السكران ويشتكينا عند نفس الضابط و(يروح ولدي بورطة) بعد ان تقوم العين الساهرة بوظيفتها معه على الوجه الأكمل! لذا نصحت ابني باستضافته بأحد فنادق الدرجة الاولى لحين عودتي للبلاد للتصرف به كوني كفيل السكران واهدي الداخلية وردتين، الاولى لحسن استقبال ضابط المخفر وعلى شجاعته، والثانية لعينهم الساهرة التي لا تنام.