في عام ٢٠٠١ اصدر مجلس الوزراء الموقر قراره الداعي بمنع جمع التبرعات النقدية عن طريق (الكاش) واقتصارها عن طريق الاستقطاعات البنكية فقط.
في سبتمبر من عام ٢٠٠٢ كلف كاتب السطور وجهازه الوظيفي للاستمرار في تنفيذ هذا القرار وتفعيله من خلال ادارة أنشأت خصوصا لتنظيم العمل الخيري ومراقبته. كتب لهذا القرار النجاح بتكاتف الجهود الرسمية ومساعدة الإخوة المسؤولين في الجمعيات الخيرية لتنتهي المرحلة الاولى من تنفيذ القرار وكان هذا الإجراء الاصعب على الإخوة المحسنين والمتبرعين الكرام، فكان لابد من إيجاد وسائل بديلة لجمع تبرعاتهم وتنميتها لتتوافق ونبل المقصد وكرم النوايا وتعيد للإخوة المحسنين والمتبرعين الكرام ارتياحهم بسهولة التبرع بأموالهم دون معاناة.
قمت بدراسة العديد من البدائل واستقررت على تقديم عدة اقتراحات نجحت في الحصول على موافقة اربع منها وإقرارها من قبل اللجان المختصة التي يشكل نصف أعضائها ممثلين عن الجمعيات الخيرية، الوسائل الأربع هي: التبرع عن طريق (جهاز الكي نت) و(الأونلاين) الإيداع مباشرة في الحسابات البنكية التابعة للجمعيات الخيرية المشهرة والمعتمدة من قبل الدولة، كما تقدمت باقتراح يمكن للمتبرع القيام بإيداع تبرعاته عن طريق جهاز آلي ذي برمجة ذكية تستطيع الجمعيات الخيرية معرفة ايراداتها كل على حدة. لكن لم يسعفني الوقت للعمل به.
كان لابد من إحلال تلك الوسائل حتى لا ينقطع شريان العمل الخيري وهو استمرار تدفق اموال المحسنين والمتبرعين الكرام لتصل الى مصارفها الشرعية الحقة، وتكف جهات الرقابة الدولية عن اتهام جمعياتنا الخيرية (زورا) بتمويل الارهاب او بغسل الأموال والعياذ بالله، والمحافظة على سجل البلاد الدولي نظيفا لا تطوله اي من الشوائب التي تدنس تاريخه ناصع البياض خاصة في مجال العمل الإنساني. بعد مرور اكثر من خمسة أعوام من ترك الادارة ازداد شرفا كل عام وأنا ارى ان كل ما تقدمت به من اقتراحات أصبحت اليوم ركيزة أساسية لعملية جمع التبرعات وان اقتراحاتي لعبت دورا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى في ارتفاع نسبة ايرادات الجمعيات الخيرية بنسبة تصل الى اكثر من 300% (يستثنى من ذلك الجمعيات الخيرية التي أشهرت بعد هذا القرار) ساهم الإخوة العاملون في الجمعيات الخيرية وكذا الإخوة المسؤولون في الوزارة المختصة في إنجاح هذه البدائل يشاركهم في هذا النجاح بنك الكويت المركزي.
انه نموذج للعمل الجماعي المؤسسي تكتمل أبهى صورة له بتعاون مؤسسات غير الحكومية ممثلة بالجمعيات الخيرية الكويتية المشهرة وغيرها من الجمعيات الأهلية التي سمح لها بالقيام بجمع التبرعات ولا ننسى كذلك المبرات الخيرية.