نوال الدرويش
عندما يقبل الانسان على تطبيق نظام جديد في حياته تواجهه صعوبة في البداية حتى يعتاد هذا النظام، ويصبح عادة، أو سمة لديه، اما عندما يكون هذا النظام الجديد مفروضا عليه من قبل مرؤوسيه او الجهات المسؤولة في الدولة او حتى على مستوى الاسرة يشعر الانسان بصعوبة اكثر من تلك التي تواجهه اذا كان مقبلا على النظام الجديد من تلقاء نفسه.
ولاشك في ان الدولة او الوزارات المختلفة عندما تقدم على تطبيق نظام او قانون جديد فإنه يفترض ان تكون اشبعته دراسة وبحثت جميع جوانبه ووقفت على ايجابياته وسلبياته، وهذا هو الاسلوب العلمي المفترض لاقرار اي قانون، وفي هذه الحالة عندما يظهر القانون للنور فالجميع مطالب بتطبيقه والالتزام به حتى يتجنب العقوبة.
منذ عدة اشهر اقرت وزارة الداخلية قانون منع استخدام الهاتف النقال باليد اثناء قيادة المركبات، ورغم امتعاض كثير من مستخدمي الطرق، الا ان هذا القانون له ايجابيات كثيرة، اذ انه يهدف الى حماية حياة مستخدمي الطرقات في المقام الاول، ورغم ان هناك قلة تتجاوز هذا القانون، الا انهم يكونون اكثر انتباها عن ذي قبل، حيث يحرصون على مراقبة الطريق جيدا والتأكد من عدم وجود دورية شرطة ترصد تجاوزهم، وهذا الحرص من قبل متجاوزي القانون يعتبر في حد ذاته ايجابية للقانون لانهم يكونون اكثر انتباها كما قلنا.
ونحن نحيي وزارة الداخلية على اقرار هذا القانون وقيامها بحملة توعوية قبل تنفيذه، ثم حرصها على تطبيقه بشتى الطرق.
ونحو مزيد من السعي لاقرار قوانين تساهم في تقليل الحوادث المرورية نناشد وزارة الداخلية الالتفات الى ظاهرة التدخين اثناء القيادة، واعتقد ان هذه الظاهرة لا تقل خطورة عن استخدام النقال باليد.
فكثيرا ما نرى احد المدخنين من مستخدمي الطرق وقد فتح نافذة سيارته واخرج منها يده وفيها السيجارة، ومن وقت لآخر يلقي بمخلفاتها في وجه الاخرين بالطريق، كما انه خلال فترة تدخينه قد ينتقل من احدى حارات الطريق الى اخرى دون استخدام اي اشارات ضوئية ودون الانتباه الى من حوله، واحيانا يدخل الى طريق فرعي بشكل مفاجئ.
فهل تقل ظاهرة التدخين اهمية عن استخدام النقال باليد؟ لماذا لا يجبر الراغب في التدخين على الوقوف في اماكن محددة أو الانتظار حتى يصل الى بغيته ليسمح له بأخذ السم «السيجارة» بعيدا عن الاضرار بالآخرين؟!
مجرد اقتراح، فهل تتم دراسته؟!