المشهد في قاعة عبدالله السالم على مدى الاشهر الماضية لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا، والامر لا يحتاج لبيان أو دليل وبرهان، غير أن المشهد في تلك القاعة خلال الجلسة الماضية كان على غير عادته وتحديدا حين نظر المجلس في موضوع يتعلق بديوان سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه والذي يعتبر ديوانا لجميع أهل الكويت بمختلف طوائفهم ومشاربهم، نعم كان مشهدا فريدا نادرا ما يتكرر، حيث توحد الفرقاء من النواب بل الاصح أنت يا سمو ولي العهد الامين بما تتصف به من معان نبيلة وفاضلة ونزاهة ونظافة لا بل طهارة يد ولسان، من وحد الفرقاء من النواب، حيث ان جميع النواب على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم رأوا في سموك تلك القيم والمثل التي هي عصية على سواك أطال الله في عمرك، كيف لا وقد أجمع قبلهم جميع أهل الكويت على محبتك وطيبتك ورحمتك وعدالتك ونصرتك للمظلومين ومساعدتك للمحتاجين؟! كيف لا وأبواب ديوانك العامر في قصر السيف مفتوحة يوميا لاهل الكويت فقيرهم قبل غنيهم وصغيرهم قبل كبيرهم؟! تستقبلهم بابتسامتك الابوية التي تزيل عنهم رهبة الحكم، وتجلس معهم بتواضعك المعتاد تواضع الكبير تستمع لهمومهم ومشاكلهم وتعمل على حلها برحابة صدرك المعهودة.
لله درك يا سيدي يا سمو ولي العهد وهنيئا لك التزكية التي تستحقها في كل زمان ومكان، حيث سيرتك العطرة وسجاياك الحميدة كانت على لسان أكثر من نائب في تلك الجلسة التي كان سموك بامتياز هو القاسم المشترك الذي، كما أسلفت، توحد النواب حوله وتجاوزوا خلافاتهم فيما بينهم.
نعم كانت تلك الجلسة فرصة لاعضاء مجلس الامة لكي يعبروا بصدق عما يحملونه من مشاعر المحبة والاحترام والتقدير لشخص سموك الذي هو مقر للنزاهة والامانة والصدق والتواضع والحزم والخلق الجم.
فلقد عرف أهل الكويت سمو ولي العهد منذ أمد طويل وانطبع في قلوبهم وعقولهم شيخا للتواضع والرحمة والانسانية وعنوانا للنزاهة والامانة والعدل والانصاف، عاش معهم وبينهم واحدا منهم لان سموه مؤمن بكل عمق وصدق بأنه أب لجميع أهل الكويت.
ولقد عرف الكويتيون في سموه المصداقية والشفافية والوضوح والامانة، فارتاحوا واطمانوا، عرف الكويتيون في سموه اللين في التعامل والحزم الشديد في الحق، فأصبح اسم سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد مبعثا للطمأنينة والامن والامانة لجميع أهل الكويت، يضع مصلحة الكويت وأبناء الكويت فوق كل اعتبار مهما كانت الظروف.
نعم فسمو الشيخ نواف الاحمد، استثناء لرجل في زمن طغت عليه الماديات والصراعات، فكلما ارتفع سموه منصبا وارتقى درجة زاد قربا من الناس وزادت واتسعت محبة وولاء أهل الكويت لسموه.
نعم فلقد أثرى سموه العمل في صمت بعيدا عن البهرجة الاعلامية، واختار من الاعمال أنبلها منذ بداية انخراط سموه في العمل السياسي عام 1962، حيث كان سموه ولايزال يحرص على راحة الناس ورفع الظلم عن المظلومين وحل مشاكلهم، والآن يحصد سموه طيب ما زرع من الحب والاحترام والتقدير والثقة لدى أهل الكويت.
وأخيرا أكرر ما طالبت به منذ سنوات ان يبقى الديوان الاميري وديوان سمو ولي العهد بعيدا عن التجريح والصراعات والنقاشات العلنية حفاظا على هيبة النظام واحتراما لمركز الحكم.
اللهم احفظ لنا والدنا وقائدنا حضرة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وعضيده الامين سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح.