نعم أصبحت أغلبية الجهات الحكومية في الكويت ذات هوية أجنبية، وقبل السرد ورواية القصة دعونا نتعرف على معنى كلمة واجهة في معجمنا اللغوي، تعرف كلمة «واجهة» في قاموس المعجم الوجيز بأنها: «مواجهة. وواجهه: جعل وجهه مقابلا لوجهه. ويقال: واجهه بقول أو نقد: جابهه به وراجعه. (وجه) فلانا في حاجة: أرسله. وفلانا: جعله يتجه اتجاها معينا. (اتجه) اليه: اقبل بوجهه عليه. (تواجها): تقابلا. (توجه) اليه: ذهب. وجهة كذا: انطلق اليها. (الاتجاه): الوجهة التي تقصدها». ذلك هو المعنى ولكن مقالتنا اليوم ليست في معنى كلمة واجهة بل في تسليط الضوء على مغزى الكلمة ومعانيها بل ومخاطرها في المستقبل، فنجد أن الكلمة في جميع تعريفاتها تكون واقعة بين نقطتين، وهنا تكمن قضيتنا اليوم التي نريد تسليط الضوء عليها.
بالأمس القريب انقطع التيار الكهربائي عن منطقتنا وهذا ليس بجديد حيث اننا نواجه كارثة وهي انقطاع الكهرباء المتكرر وعدم تحمل المولدات حمولات الكهرباء للدولة وهذا ليس موضوعنا أيضا ولكن موضوعنا يكمن انه عندما قمت بالاتصال بالطوارئ واذ بي أفاجأ بالمتحدث (وافد كما لو أنني قمت بالاتصال بطوارئ إحدى الدول الصديقة وليست طوارئ الكهرباء الكويتية)، المهم لم أدقق كثيرا في هذا فالأهم أن ترجع الكهرباء، فالأخطاء في دوائرنا الحكومية كثيرة ومتنوعة من كل نوع وشكل ولم تقتصر فقط على عدم وجود الكوادر الكويتية «مع العلم بأن شبابنا قاعدين في بيوتهم ناطرين التوظيف بس هذي الكويت وصلي على النبي»، المهم بعد التحدث مع الموظف الوافد ومحاولتي المستميتة لكي أفهم لغته والعكس صحيح أفاجأ برد الموظف يقول لي: «حمدوا ربكم بأن في شوية كهربه»، وهنا أغلقت الهاتف وأنا مصدومة من العبارة، هل أصبحت القومية الوطنية تزرع وتعلم من شخوص لا يمت لهم بصلة في وطننا الا طلبا للرزق من دولتنا؟! ومع انقطاع الكهرباء في البيت والتأمل في الظلام وانتظار رجوع التيار الى البيوت أخذني حديث موظف الطوارئ في بعض الأحداث السابقة والمتكررة التي وقعت أمامي باسم «واجهة» غير الكويتية فوجدت أن تلك المشكلة لم تقتصر فقط على وزارة الكهرباء بل نحن كشعب كويتي بتنا نعاني منها كثيرا عندما نسمع ونقرأ ونسأل عن أناس أفاضل ولكن هم غير كويتيين يذهبون من خلال الجهات الحكومية الكويتية ليمثلوا الكويت ويتكلموا باسمها وهنا السؤال ألا توجد كفاءات كويتية مؤهلة لذلك؟
نحمد الله أننا نمتلك جواهر تنتمي الى أرض الكويت ولكن للأسف يوجد البعض منا يمتلكه وباء الغيرة فيقوم البعض ممن يطلبون الرزق في بلادنا باستغلال ذلك الوباء لمصلحتهم.
كلمة وما تنرد: سؤال هل نقدر نحن الكويتيين في يوم ما أن نمثل واجهة تلك الدول التي نجعلها تمثلنا في واجهتنا؟ قالوها أجدادنا: ما يحك ظهيري إلا ظفيري. وسلامتكم.
[email protected]